يعيش أكثر من 6 آلاف نسمة من بلدة الشهارين - إحدى بلدات الأحساءالشرقية - دون مركز صحي للرعاية الأولية، ويضطرون لمراجعة مستوصف آخر مجاور لهم في بلدة المنصورة، ومنذ عقود وهم على هذه الحالة، وكان بالإمكان إنهاء معاناتهم لوجود أراض حكومية كثيرة تعود ملكيتها للدولة - حسبما ذكر الأهالي أثناء جولة "الوطن" هناك -، وليس ذلك ما ينقصهم من خدمات، فقد كشف الأهالي عن عدة متطلبات تقدموا بها لأكثر من جهة حكومية، بعضها تحقق والآخر ما يزال في طي النسيان. حسين الحراشي - الذي رافق "الوطن" في جولتها داخل البلدة - قال إن خدمات البلدة الضرورية توزعت بين عدة جهات: الصحة، الأمانة، فرع المياه، وعدّ أن من الأولويات التي ينتظرونها إيصال خدمات الصرف الصحي للأحياء الغربية، التي عانت كثيرا من طفح البيارات، فالسكان هناك تعبوا من الإهمال الذي يصاحب شفط المياه من قبل عمالة المقاول المتعهد، الذين يبحثون عمن يعطيهم المال مقابل الاهتمام بشفط بيارته. وأضاف أنهم راجعوا الجهة المختصة، ولم يتم اعتماد أي مشروع لهم إلى حينه، وخلفت تلك المياه وراءها أمراضا وروائح وحشائش ومستنقعات لا تجف على مدار العام، وقال إن وجود 4 مخططات جديدة تعاني من عدم خدمتها بشبكة الصرف الصحي، هو أمر مقلق للغاية، فلا يستطيع أحد التحمل وقبول العيش مع الطفح والروائح الكريهة، وما تسببه تلك المياه الملوثة من أمراض وتجمع للحشرات والبعوض، والشوارع أصبحت غير مؤهلة للسير عليها. وأكد أن الأهالي راجعوا الجهات المسؤولة في الدماموالأحساء ولم يخرجوا بشيء حتى الآن، سوى الوعود بأن المخططات ستشملها الخدمة في "المرحلة المقبلة". وأشار الحراشي، إلى قدم سور المقبرة الوحيدة في الشهارين، وتهالكه وكذلك مغتسلها معا، فهما قابلان للسقوط في أي وقت، أما سور الجهة الشرقية فهو أقرب للسقوط بعد شق الطريق الجديد بالقرب من المدارس، أما معاناتنا مع المغتسل فهي حكاية أخرى لم تنتهِ ونخشى أن يسقط بجنازة يحملها يوما ما، رغم أنه أعيد ترميمه أكثر من مرة بمساهمة الأهالي، ولكننا حاليا نضطر إلى نقل الجنائز لمسجد بعيد عن المقبرة للصلاة عليها، موضحا أنهم راجعوا أمانة الأحساء بهذا الخصوص منذ أكثر من 3 سنوات ولكن دون جدوى. وذكر الحراشي أن من بين المشاكل التي تمت المطالبة بها، تغيير مكب تجميع النفايات الواقع غرب البلدة والمجاور للمنازل، فهو على مسافة تماس مع البيوت، وكم تأذوا من الروائح والقاذورات هناك، وتتجمع عنده القطط والحيوانات الضالة والقوارض، مشيرا إلى وجود سيارات تالفة تشوه جمال البلد والشوارع معا، وهي مرتع خصب للصبية. "الوطن" نقلت ملاحظات الأهالي إلى عضو المجلس البلدي والمسؤول عن الدائرة الخامسة التي تقع من ضمنها "الشهارين" علي السلطان، وأكد أن ملاحظات الأهالي في محلها، فوجود مكب نفايات بجوار المنازل أمر مزعج للغاية ولا يرضى به أي أحد، إضافة إلى أن تسوير المقبرة ووجود مغتسل يليق بحرمة الأموات هو أمر مطلوب، كما أن الأهالي رفعوا ذلك إلى مدير المرافق والمباني في أمانة الأحساء المهندس حسين الحرز، ولكن لا توجد وعود لدى الأمانة لتنفيذ مثل هذه المشاريع سوى أن ذلك من ضمن الأولويات وحسب الدفعات والأولويات، وما يؤرقنا هو عدم وجود رؤية أو استراتيجية لدى الأمانة في تطوير وتنمية القرى تحديداً.