رغم حرص نجمات السينما المصرية على الظهور في كل موسم سينمائي جديد، الا ان الصيف السينمائي في مصر هذا العام، خلا من أي فيلم للنجمات الخمس المعروفات وهن: نبيلة عبيد ونادية الجندي وليلى علوي والهام شاهين ويسرا. اختفاء نجمات كن ملء السمع والبصر عن موسم الصيف، الاكثر اقبالاً جماهيرياً والاعلى نسبة المشاهدة، يؤكد من جديد ان السينما المصرية تشهد تغييرات كبيرة سواء في اذواق الجمهور او نوعية الموضوعات التي تتناولها السينما، فاختفى جيل الكبار او كاد، وحل محله جيل الشباب. "آخر الأسبوع" تستطلع الآراء حول هذا الموضوع: (افلام في العلب) يقول الناقد السينمائي علي ابو شادي مدير المركز القومي للسينما: اعتقد ان الملاحظة دقيقة تماماً، بالفعل لا يوجد في سوق العرض هذا الصيف أي فيلم لنجمات السينما المعروفات، والتي كان الجمهور في السابق لا يقبل الا على افلامهن، وهذا الاختفاء يرجع لاسباب عديدة اولها ان البطلة في السينما المصرية كانت وستظل شابة صغيرة السن، وفي النادر القليل من افلامنا ان تكون البطلة متقدمة في السن الا في حالات مثل فاتن حمامة التي تقدم فيلماً تقريباً كل 10 سنوات، وهي بالتأكيد حريصة على ان تنفرد بالبطولة كما كانت في الماضي. ويضيف علي ابو شادي: السبب الآخر لاختفاء النجمات هو خوف الموزعين من النزول بافلامهن امام افلام الشباب مثل "اللمبي" و "مافيا" و "هو فيه ايه" و "سحر العيون" و "فلاح في الكونجرس" لذلك هناك فيلم لنبيلة عبيد بعنوان "قصاقيص العشاق" ما زال حبيس العلب ولم يعرض بعد رغم انها انتهت من تصويره منذ 3 سنوات، ايضاً ليلى علوي لها فيلم بعنوان "بحب السينما" لم يتم عرضه بعد، ويسرا تعمل حالياً مع يوسف شاهين في فيلم "الغضب" عن احداث 11 سبتمبر وتأثيرها على المنطقة، لكن اجمالاً حدث غياب بالفعل لهؤلاء النجمات كما شاهدنا في هذا الموسم. (فرص العودة محدودة) لكن اذا سلمنا باختفاء النجمات الكبيرات هذا الموسم، فهل هناك فرص لعودتهن قريباً الى شاشة السينما؟ تؤكد الباحثة السينمائية منى البنداري ان احتمالات عودة هذا الجيل من نساء السينما ضعيفة وتقول: نجمة السينما عبر تاريخ هذا الفن كانت بمثابة "فتاة احلام" الجمهور، بمعنى ان شباب المشاهدين يعتقد بانهن النموذج الامثل للمرأة او الفتاة التي يتمنى ان يقع في حبها الشاب، ومن هنا جاءت خطورة ومجازفة نجمة اقترب سنها من الستين وتحاول ان تكون هذه الفتاة، وهنا لا يصبح امام النجمة الا ان تلجأ الى موضوعات جادة بعيدة عن العواطف والحب، والا ان تتوقف تماماً عن العمل لان جيلاً جديداً من الشابات اصبح موجوداً على الساحة مثل: حلا شيحة ونيللي كريم وريهام عبد الغفور وبالطبع منى زكي وحنان ترك وسمية الخشاب واميرة فتحي وعلا غانم. (فشل افلام الشتاء) ويرى الناقد احمد حسونة سكرتير جمعية نقاد السينما ان افلام الشتاء الماضي لبعض النجمات مثل نادية الجندي والهام شاهين فشلت في دور العرض، مثل فيلم "الرغبة" لنادية الجندي مع المخرج الكبير علي بدرخان فقد حقق مليونا و 800 الف جنيه بينما حقق فيلم "حرامية KG2" لحنان ترك وكريم عبد العزيز 10 ملايين جنيه، أيضاً فشل فيلم "صيد الحيتان" للمخرج علي عبد الخالق مع النجمة الهام شاهين وهو من انتاج التليفزيون وشهد حملة اعلانية ضخمة حاولت انقاذه بكل الوسائل دون جدوى. ويضيف احمد حسونة: صناعة السينما اليوم اقتربت من الصورة التي تأتي الينا من هوليود، افلام الشباب تحقق اعلى الايرادات بينما افلام المخضرمين لا تنجح بنفس القدر. (رأي الجمهور) وفي النهاية ذهبنا لاستطلاع رأي الشباب من الجنسين المتهم دائماً بانه هو الذي فرض نوعا معينا من السينما الضاحكة السطحية وبالتالي لم يعد هناك مكان للنجمات الكبار اللاتي يحاولن تقديم شيء آخر غير الكوميديا ويقدم القصة الانسانية بطريقة جزئية كما اعتدن على تقديم ذلك. يقول احد الشباب: شاهدت اليوم فيلم "مافيا" لاحمد السقا ومنى زكي، وسعدت جداً به لان منى زكي في دور جديد تماماً عليها.. طبيبة نفسية وتلعب كاراتيه وتايكوندو، وتجري وتقفز بكل طاقة وحيوية، هل تستطيع احدى النجمات اللاتي تتحدث عنهن ان يفعلن ذلك؟! وتشترك احدى الفتيات اللاتي شاهدن الفيلم وتقول: ليس بالضرورة اننا نحب الفتاة التي تفعل كل ذلك في السينما، فالامر يختلف، فأنا اعجبت جداً بدور نيللي كريم في فيلم "سحر العيون" لانه يعبر عن احاسيس الفتاة بشكل صحيح. وتضيف: كذلك اعجبتني حلا شيحة في فيلم "اللمبي" لان محمد سعد فقير وحظه تعس في العمل والحياة، لكن هي اختارته وفضلته على المدرس الذي يكسب قوته من الدروس الخصوصية.