لقد حرصت قيادة هذه البلاد دوماً على تحقيق مصلحة الوطن، وحماية حقوق المواطن، كما أتاحت الفرص لكافة أفراد المجتمع بالمشاركة وإبداء الرأي وحرية الاختيار؛ من هذا المنطلق جاءت فكرة الانتخابات البلدية وتشكيل مجالسها كتجربة رائدة وحديثة لتكون رافداً مسانداً للأمانات والبلديات في أداء المهام المطلوبة منهما، ومن خلال الممارسات التي شهدتها السنوات الست الفائتة من عمر هذه المجالس، فقد تراوح مستوى أدائها بين القبول والرفض سواء من أفراد المجتمع أو مؤسساته المختلفة. وها هي تلك الانتخابات تطل علينا من جديد تدعو المواطنين أصحاب الكفاءة والقدرة والاستعداد للتنافس الشريف بترشيح أنفسهم لعضوية هذه المجالس، وكذلك تدعو بقية أفراد المجتمع إلى المشاركة في التصويت وحسن الاختيار القائم على أسس علمية وخدمية معتمدة على برنامج كل مرشح نتوسم فيه أن يكون عضواً فاعلاً في هذه المجالس لما فيه مصلحة الوطن والمواطن. وحتى تحقق هذه المجالس الأهداف المرجوة منها، لابُد أن تحظى باستقلاليتها عن سلطة الأمانات والبلديات بمعنى أنه يجب أن تكون لها شخصيتها المعنوية وذمتها المالية بحيث تملك السلطات الرقابية كاملة على أعمال البلديات والأمانات وحتى تحقق هذه المجالس الأهداف المرجوة منها، لابُد أن تحظى باستقلاليتها عن سلطة الأمانات والبلديات بمعنى يجب أن تكون لها شخصيتها المعنوية وذمتها المالية بحيث تملك السلطات الرقابية كاملة على أعمال البلديات والأمانات، ومما يعزز هذه الاستقلالية، وهذا الدور الرقابي أن يكون باستطاعتها ممارسة أدوارها بفعالية بحيث تكون لها الكلمة الأولى في محاسبة جهاز البلدية بالكامل، ومراقبة تنفيذ الخطط والمشاريع، ومتابعة صرف الميزانيات في الأوجه المخصصة لها لخدمة المواطنين جميعاً، كما ينبغي على كافة أفراد المجتمع، ومؤسساته، ومؤسسات المجتمع المدني؛ رفع شعار : نحن نريد الوطن لا الأفراد، ويتم ذلك من خلال تضافر جهود الجميع من أجل البعد عن التكتلات الطائفية والتعصبات القبليّة والمؤثرات العائلية، ونبذ جميع صور التحيز، بحيث يكون الاختيار للأنسب والأنفع، بل من المهم أن يتعدى هذا الدور إلى اختيار الشخصيات المؤهلة والواعية، وبالتالي تنضج التجربة، ويتحقق التقدم، ويكتب الازدهار، وتسطر الطموحات، خاصةً عندما يكون العضوان: المعيّن والمنتخب على قدر المسئولية، وقادرين على توفير فرص تحسين حقيقية، كلُ ذلك من أجل المساهمة في بناء هذا الوطن المعطاء، وتنمية الحس الوطني بالانتماء والولاء، فتتحقق الرؤية: هذا العمل تكليف لا تشريف. فالدعوة إذن مفتوحة أمام الجميع للقيام بالواجب نحو الغاية الأسمى وهي خدمة الوطن. [email protected]