حذر المرشح الديموقراطي للرئاسة الاميركية ليندون لاروش من ان الهدف من العملية الارهابية التي استهدفت نيويوركوواشنطن هو دفع الولاياتالمتحدة الى ضرب العالمين العربي والاسلامي. واشار لاروش، وهو عالم في الاقتصاد، في حوار صحفي أجراه مع محطة راديو K-talk الأمريكية أثناء وقوع الهجمات على مركز التجارة العالمي في نيويورك والبنتاغون في واشنطن، الى عدد من النقاط المهمة التي يمكن ان تقود الى صراع حضارات فعلي بين الغرب والشرق. وقال (نظراً إلى أن هذه العملية هي عملية كبيرة، وكبيرة جداً وهي بالتأكيد أكثر من مجرد عملية إرهابية، لذلك ينبغي قيام تعاون عالمي بين الحكومات للسيطرة على هذا الوضع). وناشد لاروش (الذي كان قد حذر بشدة من وقوع هجمات إرهابية قد تقع خاصة في هذه المرحلة النهائية الراهنة من أزمة انهيار النظام المالي العالمي)، ناشد رئيس الولاياتالمتحدة جورج بوش (الاتصال مباشرة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وغيره من القادة المهمين في روسيا أوربا واليابان والصين) لإبرام (اتفاقيات مشاورة) بين تلك الحكومات للسيطرة على الوضع. وبطبيعة الحال عرض لاروش على الرئيس بوش استعداده لتقديم المشورة في ذلك. ورداً على السؤال (من لديه القدرة على تنفيذ مثل هذه العملية المعقدة ضد الولاياتالمتحدة)؟ لأنها عملية يعتبرها خبراء الأمن الجادون فوق قدرات أية منظمة إرهابية عادية لأنها تتطلب دعماً لوجستياً هائلاً وشهوراً من التدريب على يد الخبراء العسكريين وغيرهم، رد لاروش إن النية والقدرة على تنفيذ هذا لا تأتيان من العالم العربي. إن بعض الناس يريدون الزج بالولاياتالمتحدة في حرب ضد العالم العربي خلف قوات الدفاع الإسرائيلية. أشخاص مثل صامويل هنتنجتون مؤلف صراع الحضارات. فهذه نية جيوبولتيكية. من ناحية أخرى أشار لاروش إلى السؤال البديهي، وهو نفس السؤال الذي طرحه فيما بعد مسؤولون حكوميون في أوربا وأماكن أخرى أين كانت الهيئات الاستخبارية ذات العلاقة التي أنيطت بها مهمة مراقبة هذه المشكلة؟ وحسب لاروش، كان هناك نوع من انعدام الكفاءة أو التواطؤ في العملية الأمنية برمتها، لأنه يستحيل وقوع مثل هذا الأمر بدون وقوع شلل تام في الناحية الأمنية. شخص ما من المسؤولين الأمنيين لم يكن يتصرف بمسؤولية فعلية. وإشارة الى الخطر الذي قد ينجم عن محاولة البعض استغلال حالة الذعر في أوساط الشعب الأمريكي لإعلان أحكام عرفية أو حكم دكتاتوري مطلق، قال لاروش إن علينا وبدون ذعر أو اضطراب تصحيح بعض الأمور بأسرع وقت ممكن. إن أمريكا بحاجة إلى فرانكلن ديلانو روزفيلت. فليس لدينا ما نخافه سوى الخوف ذاته. فليس بمقدورك كسب الحروب بالاضطراب أو بالهروب. علينا أن نحافظ على برودة أعصابنا. ففي الساعات القادمة سيكون وجود الولاياتالمتحدة مهدداً. . وإعلان الأحكام العرفية سيكون الاختيار الخاطئ. علينا تعبئة الولاياتالمتحدة لكي نصل الى مستوى أعلى من الحس الأمني، لكن بدون أحكام عرفية. وأشار لاروش الى السبب الكامن وراء هذه الأزمة النظام المالي سينهار، إنه ينهار في هذه اللحظة. لقد وقعنا في هذه الفوضى بسبب مؤسسات حكومتنا. لم يكن أي أحد يعير اهتماماً. لقد أوقعنا أنفسنا في مثل هذه الأزمة. ما علينا فعله هو أن نزيل المسببات المتوسطة والطويلة الأمد لهذه الأزمة. بالإضافة الى القيام بالتغييرات الضرورية في المؤسسات الحكومية الأمريكية، أشار لاروش إلى اقتراحاته الذائعة الصيت لتأسيس نظام بريتون وودز جديد للتخلص من نظام صندوق النقد الحالي، كما يجب تأسيس نظام اقتصادي عالمي عادل جديد يتمركز حول استراتيجية بناء الجسر القاري الاوراسيوي أو ما يسمى طريق الحرير الجديد لتحقيق السلام عبر التنمية. وفي حديث آخر لشبكة WGIR في نيوهامبشير استبعد لاروش مجدداً علاقة المسلمين بمثل هذا العمل كما شدد على أن هذه العملية هي عملية عمليات عسكرية خاصة وليست مجرد عملية إرهابية، قائلاً: هذه ليست عملية إرهابية، بل هي عملية سرية استراتيجية من نوع العمليات العسكرية الخاصة، ولها مميزات خاصة تشبه في كثير من النواحي عملية الميليشيا الأمريكية في تفجير بناية مركز مدينة أوكلاهوما قبل بضع سنين. وفي جوابه حول هوية مرتكبي هذه العملية، قال: من ناحية ما، لا بد أن هؤلاء هم من بلدنا... أناس لديهم خلفيات على مستوى عالي من التدريب العسكري على العمليات الخاصة. عدا ذلك لكان هذا الأمر مستحيلاً. وعن سؤال حول غرض هؤلاء الناس من عملية كهذه، أجاب: الغرض هو ايجاد حالة نفسية تشبه في تأثيرها بيرل هاربر حتى يدفع بالولاياتالمتحدة الى شن حرب على شعوب الشرق الأوسط. وفي جوابه عن سؤال حول الحملة الإعلامية عن احتمال ضلوع أسامة بن لادن في العملية، أجاب لاروش أنه لا يعتقد بوجود إسلاميين في الموضوع، وأضاف: لنأخذ أسامة بن لادن أولاً. أسامة بن لادن اوجدته المخابرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية كجزء من العمليات في حرب أفغانستان. وهو لا يزال يمثل رصيدا من أرصدة تلك المصالح المدفونة في شعبة العمليات الخاصة السرية بشكل عام. لكن بطبيعة الحال، لا أعتقد إطلاقاً أن قادتنا العسكريين في القمة متورطون في هذا العمل. لكن هنالك أشخاص خارج الاحتياط كما انعكس ذلك في عملية اوكلاهوما سيتي، وهنالك أشخاص في الاحتياط من الذين يمكن استخدامهم ومن ثم إنكارهم... هؤلاء ليسوا إرهابيين. قد يرعبون الناس. لكنهم ليسوا إرهابيين. هذا يعني أن الفكرة القائلة بأن هذه العملية هي عملية إرهابية هو محض هراء، ومن الخطورة الشديدة أن تبحث عن العدو الخطأ وتتجاهل العدو الصحيح. القضية هي أن هنالك، أشخاصا يملكون سلطة هائلة، يقفون وراء الكواليس في حكومات مختلفة. في بريطانياوأمريكا وإسرائيل. وهؤلاء مصممون على أن تنقل الولاياتالمتحدة الصراع الحالي بين إسرائيل وجيرانها إلى مستوى أعلى تدخل الولاياتالمتحدة فيه في حرب جيوبوليتيكية في الشرق الأوسط.