سأل زاهي وهبي ضيفه د. محمد نجم عن السبب في تغير توجهه السياسي وهل هناك سبب لتغيير مساره الاشتراكي فاجاب ان الواقع هو الذي فرض هذا التغيير وان اي متأمل في حال الدول العربية بين بعضها البعض سيجد الواقع هو الاختبار الحقيقي لجميع الافكار السياسية واثارها المرتبة لهذه الافكار فقد اثبتت تلك الدول التي كثيرا ما كانت تلقب بالدول (المتخلفة) والتي لم تتبن الافكار الاشتراكية ومالت للفكر الرأسمالي والتقليدي نجاحها في مواكبة العصر وركوب موج العولمة بطريقة اسرع من الدول الاخرى وضرب بهذا دول الخليج العربي التي استطاعت ان تنتقل في فترة قياسية من المجتمع المتخلف القبلي الى مجتمع متحضر وعلى كم من الوعي والادراك لضرورة تعجيل الدفة الحضارية للحاق بالركب الحضاري العالمي. ان نجاح الدولة في اختيار هذا المسلك والوصول الى هذه المرحلة لابد من تقييمه وتقديره والاحتفاء بشهادات هؤلاء الذين تبنوا فكرا اخر ثم وجدوا العكس على ارض الواقع والواجب بحسب رأيي المتواضع ان نقدر ما استطاعت هذه الدولة المباركة انجازه على يد رجالاتها الاوائل وقد حان الاوان لابناء هذا الجيل لمعرفة كبر المسئولية الملقاة على عاتقهم والحفاظ على مقدرات هذه الدولة والانتقال بها من مرحلة الاتكال على الاخر للاتكال على الذات بل ومساعدة الاخر للارتقاء. هذه المسئولية لابد من تبني الاباء والامهات وكذلك المربون والتربويون بناءها في هذه البراعم والاشبال وغرسها في انفسهم منذ نعومة اظافرهم حتى يستشعروا النعمة التي كرمهم الله بها واخذوها من اسلافهم هذه التركة المباركة التي لابد من الحفاظ عليها وانمائها حتى تسلم للاجيال القادمة دون تفريط وان الرخاء الاقتصادي والحضاري الذي يعيشونه ليس حقا مكتسبا وانما حق للمجتهد والساعي وراء النجاح.