ادان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في خطاب طال انتظاره وتابعه المراقبون باهتمام كافة العمليات الارهابية ضد المدنيين الاسرائيليين مؤكدا ان اسرائيل تستخدم هذه العمليات كذريعة لاعادة احتلال الاراضي الفلسطينية.ووصف مسؤولون فلسطينييون خطاب الرئيس عرفات الذي القاه امام الجلسة الافتتاحية للمجلس التشريعي الفلسطيني امس بالايجابي.وهذه هي الجلسة الاولى للمجلس منذ اندلاع الانتفاضة في أيلول /سبتمبر/ عام 2000. وحضرها 75 من إجمالي 88 نائبا في البرلمان، 47 منهم في رام الله مع عرفات و28 آخرون شاهدوها عبر الربط التلفزيوني بالقمر الصناعي في مقر المجلس التشريعي بغزة. وقال نبيل ابو ردينة مستشارالرئيس الفلسطيني لرويترز ان عرفات اكد على بروز حقبة تاريخية جديدة واكد على الالتزام بالسلام وادانة جميع الهجمات ضد المدنيين واستعداده لمحادثات السلام فورا. واضاف ان الخيار الان متروك للامريكيين والاسرائيلين لان الموقف الفلسطيني واضح وملتزم بالسلام اذا كانوا جديين نحو السلام فها نحن شريك حقيقي له. واشار ان ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي لديه ازمة داخلية وهو يقول لا للفلسطينيين وللرئيس عرفات وبعد يوم يوافق على مقابلة مسؤولين فلسطينيين يمثلون عرفات نحن لا نعول على كلام شارون ونعرف المشاكل الذي يعاني منها خاصة الانتخابات الاسرائيلية القادمة. وقال نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي لرويترز ان خطاب عرفات اكد (رؤية واسعة جدا) للبرنامج السياسي الفلسطيني من الاحتلال والدمار ومن عملية السلام ومن التقدم المستقبلي ومن الاصلاح. واضاف ان عرفات اكتفى بالتركيز على الموقف السياسي العام كونه الموقف الذي يؤثر على كل القضايا الاخرى بما فيها الاصلاح والانتخابات والديمقراطية. ودعا عرفات في خطاب القاه بمناسبة افتتاح الدورة الجديدة للمجلس التشريعي الفلسطيني المجتمع الدولي الى ممارسة الضغط الجدي على حكومة اسرائيل لوقف احتلالها للمناطق الفلسطينية ولرفع الحصار والعقاب الجماعي والانسحاب من المدن والقرى والمخيمات. وخاطب عرفات المجتمع الاسرائيلي والاحزاب الاسرائيلية والحكومة الاسرائيلية خاصة بعد اعلان شارون ان السلام لم يعد قائما وقال: اننا نريد تحقيق السلام معكم ونريد الامن والاستقرار لنا ولكم وللمنطقة كلها على اساس قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات بيننا وان سلام الشجعان امامنا وليس خلفنا. واضاف: اقول بعد خمسين عاما من الصراع والمعاناة الدامية كفى صراعا وكفى اراقة دماء وتعالوا نجلس بقلوب مفتوحة على طاولة المفاوضات لاكمال اوسلو والقاهرة وشرم الشيخ وطابا وباريس وواي ريفر وكامب ديفيد ومبادرة السلام العربية.. وخطاب الرئيس بوش في الاممالمتحدة وقرارات اللجنة الرباعية والاممالمتحدة لاحلال السلام الدائم والعادل والشامل في المنطقة. كما اعلن في خطابه ان الانتخابات الفلسطينية الرئاسية والتشريعية والمحلية ستبدأ في يناير كانون الثاني من العام المقبل 2003. ودعا الجهات المعنية للتحضير لها وللدول الاوروبية لارسال مراقبين دوليين للاشراف على العملية الانتخابية كما حصل عام 1996. وبالرغم من التكهنات السابقة، لم يدع عرفات صراحة إلى وقف العمليات الاستشهادية الفلسطينية داخل المدن الاسرائيلية كما لم يطالب المجلس بإصدار قرار ضدها. إلا أن عرفات قال أن المصلحة الوطنية للفلسطينيين وحرصهم على إبقاء الدعم الدولي للمقاومة ضد الاحتلال العسكري والمستوطنات والحصار الاسرائيلي، يستوجبان إعادة تأكيد موقفهم في إدانة هذه الهجمات ضد المدنيين الاسرائيليين. وكرس عرفات جانبا كبيرا من خطابه الطويل لعملية السلام التي ماتت تقريبا الان، مهاجما رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون لاعلانه قبل يومين إلغاء كافة الاتفاقيات المبرمة مع الفلسطينيين. من جهة اخرى علق المتحدث باسم البيت الابيض شون مكورماك على خطاب الرئيس عرفات بقوله: انها الكلمات الفضلى لكننا سمعنا من مثيلاتها الكثير حتى الآن من جانب مسؤولين فلسطينيين. المهم الان هي افعالهم الملموسة. واضاف المتحدث ان الاطراف المختلفة في المنطقة ونحن بالذات نميل الى تحقيق الاهداف التي عرضها الرئيس (الامريكي جورج) بوش في خطابه في 24 حزيران/يونيو لمصلحة قيادة (فلسطينية) جديدة غير متورطة بنشاطات ارهابية. وكان الرئيس عرفات قد اكد في خطابه امام المجلس التشريعي الفلسطيني للاميركيين تضامنه معهم مع اقتراب ذكرى الحادي عشر من ايلول/سبتمبر، واعرب عن استعداده الكامل للمشاركة في الحرب ضد الارهاب الدولي في اطار الاممالمتحدة. وفي اشارة الى الوضع في الشرق الاوسط، قال الرئيس الفلسطيني في مقدمة خطابه ان الشعب الفلسطيني يقف بكل قوة ضد كافة اشكال الارهاب سواء اقترفته دولة او فئة او افراد. وردت اسرائيل على خطاب عرفات آخذة عليه عدم القيام ب (بادرة ملموسة عبر الدعوة الى وقف لاطلاق النار)، على حد ما اعلن المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية آفي بازنر لوكالة فرانس برس. حركة المقاومة الاسلامية (حماس) شددت بعد خطاب الرئيس عرفات واجتماع المجلس الوطني الفلسطيني على ضرورة استمرار المقاومة وتعزيز الوحدة الوطنية مؤكدة على ان الخطاب الذي القاه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امام المجلس التشريعي لا يلبي طوحات الشعب الفلسطيني.