استقبل صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز نائب خادم الحرمين الشريفين في الديوان الملكي بقصر السلام في جدة امس معالي وزير المعارف الدكتور محمد بن أحمد الرشيد يرافقه معالي نائب وزير المعارف لتعليم البنات الدكتور خضر بن عليان القرشي ووكلاء الوزارة ومديرو عموم تعليم البنين والبنات في جميع مناطق المملكة الذين يعقدون حاليا اجتماعا بمناسبة بدء العام الدراسي 1423 / 1424ه .وفي بداية الاستقبال القى معالي وزير المعارف الدكتور محمد بن أحمد الرشيد كلمة أعرب فيها عن شكره وشكر الجميع لصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز على استقباله لهم وقال: (يا سيدي هؤلاء قادة العمل التربوي ورجالك المعنيون بتعليم الناشئة يجتمعون في كل عام قبل بدء العام الدراسي لاعداد العدة لعام دراسي حافل ان شاء الله بالخيرات). وأضاف معاليه يقول: (لم أجد بلدا أو قيادة تدعم التعليم كما تدعمه قيادتنا فالتعليم العام والعالي ينفق عليه ستة وعشرون في المائة من ميزانية الدولة وهذا بكل المقاييس يعد رقما كبيرا). بعد ذلك ارتجل صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز نائب خادم الحرمين الشريفين كلمة رحب في بدايتها بالحضور وقال سموه: (أولا: أتمنى لكم التوفيق والنجاح من الرب عز وجل. وثانيا: أحب أن أذكركم بأهم شيء وأعتقد أنكم كلكم تدركونه وهو هذه الامانة المعقودة في رقابكم لابناء المسلمين وأبنائكم واخوانكم في المملكة العربية السعودية) ولا يخفى عليكم في الوقت الحاضر ما حصل في العالم والاتجاهات التي اتجهوا اليها من أقاويل. ولا يخفى عليكم من هو المصدر. ولكن ولله الحمد أنتم وشعبكم شعب المملكة العربية السعودية متمسكون بالعروة الوثقى ان شاء الله. وأكررها مرة أخرى على أمرين ما فيهما أخذ وعطاء وهما العقيدة الاسلامية والوطن. اخواني تعلمون أنه ليس لنا حياة ولا لنا بقاء بدون العقيدة الاسلامية وهذا الوطن الذى أنعم الله علينا به وبخيراته. وأعداؤنا كثير وبانوا الآن والحمد لله رب العالمين اكتشفناهم واكتشفهم العالم. العالم ككل ولكن تموت الحية وسمها في رأسها ان شاء الله. وفي اعتقادي لا يمكن أن ينهز هذا الوطن ان شاء الله من شرقيه الى جنوبيه الى شماليه الى غربيه بأي تحرك أو أي شيء بدون مصلحة العقيدة. وهذا ان شاء الله ايماني الراسخ في شعب المملكة العربية السعودية صغيرهم وكبيرهم ونسائهم ورجالهم لا يمكن لاحد أن يغير أفكارهم أو يغير سيرتهم الحسنة التي أوصلتنا الآن الى ما نحن عليه ولله الحمد. نعم التقصير هناك قصور ولا أنكر. ولكن كل شيء يجىء في وقته وما علينا سوى الصبر والاتكال على الرب عز وجل ومهما كان ومهما صار اتكالنا على ربنا لن يتزحزح مهما كان لا من هيئات ولا دول ان شاء الله انها زائلة قريبا وهي عدوة الاسلام والمسلمين. نحن لا ننكر الديانات والرسل اللهم صلى وسلم عليهم. لا ننكر أبدا عيسى ولا موسى ولا محمد اللهم صلى وسلم عليهم. ولا ننكرهم أبدا ولكن نرجو من الشرفاء فى العالم. العالم ككل أن يساعدوا الحق ويعينوا المظلومين ويعينوا المهجرين. ويعينوا الذين أنتم كل يوم تشاهدونهم في التلفزيون وهم الشعب الفلسطيني المسلم الشقيق. كل يوم اهانات وقتل وتشريد وقلع الاشجار وهدم البيوت وحتى النساء يلدن في الشوارع. وحتى الادوية لا يحصل عليها أطفالهم وحتى الخبزة لا تأتيهم الا بشق الانفس. ولكن صبرنا، نقول لنا رب ولهم رب. وربنا يمهل ولا يهمل. ولا بد ان شاء الله تأتيهم أشياء عبرة للعالم لان أعمالهم هذه أعمال بشعة وأعمال غير انسانية وأعمال لم تحدث في العالم كله. حتى الاشجار قلعوها. ما ذنب الاشجار. لكن كل هذا حقد. هذه الاشجار تطلع فيها زيتونة تطلع فيها فاكهة يبيعونها ويسوقونها ويأتي منها الرزق ولكنه الحقد. وما يعزينا ويصبرنا أن لنا رب، لكم رب. لكم اله يأخذ الحقوق مهما كانت. والصبر الصبر هو مفتاح الفرج. قال تعالى (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) علينا بالتمسك بالعقيدة الاسلامية التى لن تتزحزح فى اعتقادى من أى فرد فى المملكة العربية السعودية لا شاب ولا امرأة ولا غيرها. وهذه ولله الحمد التي تطمئن لها القلوب والحمد لله. أتمنى لكم يا اخواني النجاح والتوفيق. وأرجو أن تتحملوا هذه الامانة. أمانة أبنائكم وبناتكم. والصدق والاخلاص والنية الصالحة. وأرجو لكم التوفيق وشكرا). بعد ذلك دار حوار أبوي صريح بين صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ورجال التعليم اتسم بوضوح الرؤية للوصول الى تحقيق الاهداف المنشودة لابناء وبنات هذا الوطن الغالي حيث أجاب سموه عن سؤال حول المشكلة التى يعانيها الجيل الحالي لادراك بعض المفاهيم الدينية ودور العلماء والمشايخ في ايصال هذه المفاهيم للناس قائلا: (شكرا وأتمنى لك التوفيق ان شاء الله. العلماء ما يجى منهم ان شاء الله الا الخير. لكن مصيبتنا الذين هم دون العلماء أما العلماء فما يجىء منهم الا كل الخير. وكل فاهم وكل عاقل يفهم أن هذا الوطن لا يريد أكثر مما جاءه من أعدائه. يريد الهدوء والسكينة والتمسك. ولو أننى كررتها. هذان شيئان دين ووطن. وأرجو من علمائنا ان شاء الله الانفتاح قليلا لافهام الناس وان شاء الله أنهم ما شين في ذلك. وردا على سؤال حول تخوف بعض الناس من عملية الدمج بين وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات وما تحقق من اثار جيدة لذلك قال سمو نائب خادم الحرمين الشريفين: أنا أحمد الله سبحانه وتعالى على هذه الوجوه الطيبة. أنا وغيرى أريد أن أسأل هل هناك أحد يعمل غيركم. هؤلاء بناتكم. هؤلاء أعراضكم. هؤلاء شرفكم. لا أعتقد ان شاء الله الا أنكم في محل الثقة. كل ما فى الامر شخص راح وشخص جاء لا أكثر ولا أقل. والله يفتح عليهم ويشوفوا ان شاء الله والايام هي التي تكشف لكل الناس. وحول سؤال عن التقاعد المبكر للمعلمات قال صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز (اذا كانت لهم رغبة أنا ما أقول شيئا أما اذا ما كانت لهم رغبة فبقاؤهم أفضل). وعما حققته الوزارة من عدالة في نقل المعلمات بين مناطق التعليم وفي المدن قال سموه (والله يا اخوان ما من شك أن العدالة واجبة وفرض على كل مسلم في سيرته وفي عمله وفي نيته. وكذلك النظام لابد أن نلتزم بالنظام. النظام يكفينا ويكفى غيرنا. يأتونى ناس أقول لهم النظام ويقولون أنتم فوق النظام. فأين نحن فوق النظام. لابد أن تعرفوا أن النظام ضروري ولا بد من احترام النظام وأدعو الله أن يوفقكم. وأنا أضرب لكم مثلا أنني أتى الى شباب يطلبون منى التوسط لدى نائب وزير المعارف وكتبت لهم توصيات ولم يبت فيها بسبب عدم انطباق النظام عليها وقد شكرته على ذلك وأنا بهذا العمل لم أخرج خارج النظام واحترمت رأى المسئول) وردا على سؤال عن وجود جامعات للبنات خاصة أن هناك الآن مائة كلية للبنات يدرس فيها أكثر من مائتي الف طالبة قال سمو نائب خادم الحرمين الشريفين (هذا صحيح وان شاء الله كل شيء ماشي. وقد رفع لنا نائب وزير المعارف حول احتياجهم الى عدد من المدارس والكليات وايجاد وظائف جديدة وأجبته إننا ان شاء الله سنعمل على تحقيق هذا في القريب العاجل). وفي اجابة لسمو نائب خادم الحرمين الشريفين على سؤال حول تطور مستوى مناهج وطرق التعليم قال سموه (ان شعبكم شعب المملكة العربية السعودية يطالبكم بالكثير فى هذا المجال ولا نشك فى أنكم أهل للثقة). وحضر الاستقبال صاحب السمو الامير بندر بن سلمان بن محمد آل سعود المستشار في ديوان سمو ولي العهد ومعالي المستشار في الديوان الملكي الشيخ ناصر الشثري.