في مطلع شهر اكتوبر القادم تستضيف البحرين الدورة الثامنة لجائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، دورة علي بن المقرب العيوني، وهو احد شعراء الاحساء المرموقين، الذي بلغ شعره مكانة سامقة في فترة قاحلة من تاريخ المنطقة الادبي، فكان بدرا في دجى ليل اكتنفته القمة من كل جانب في التاريخ والسياسة والعلم وغير ذلك من اوجه الحياة الحضرية، وكان شعره مرجعا لتلك الفترة التاريخية المجدبة عاش ما بين عامي 572 و 631ه كما ذكر الصفدي في (الوافي للوفيات). ويلتقي ابن المقرب مع ابي الطيب المتنبي وابي فراس الحمداني في اكثر من وجه من وجوه الحياة والشعر، لكنه رغم شهرته في اقطار الجزيرة العربية خاصة اقليمها الشرقي، فقد ظل شبه مجهول بالنسبة لقراء العربية خارج حدود الجزيرة العربية، ولم يوله المهتمون بتاريخ الادب العربي العناية التي يستحقها، وظلت مخطوطات ديوانه حبيسة ادراج المكتبات، ومنها مكتبة بلدية الاسكندرية ودار الكتب المصرية، وكذلك ما طبع من ديوانه من طبعات محدودة، في مطبعة دت برساد في الهند والمطبعة الميرية بمكة المحمية. واذا احتفت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين بهذا الشاعر العملاق، وبهذا المستوى من الحضور المكثف لشعراء العالم العربي من خليجه الى محيطه، فانما تقدم بذلك خدمة جليلة للثقافة العربية متمثلة في اعادة اكتشاف عالم علي ابن المقرب العيوني، هو عالم حافل بالشعر الجميل، والاحداث العظام والشخصيات البارزة.. عالم مفعم بالصراعات والطموحات القبلية والنفسية. واتسمت قصائده بالقوة والجزالة وطول النفس، ومطولاته تذكرنا بفطاحل الشعراء الذين طبقت شهرتهم الآفاق، ولاتزال اشعارهم جديدة رغم قدمها، بما فيها من تجربة انسانية عميقة، وبما فيها من عبر وحكم بليغة، صيغت بأسلوب شعري لايقدر عليه الا علي بن المقرب العيوني ومن هم في مستواه.