من منطلق البحث عن الجذور المسرحية في مسرحنا المحلي بالطبع ليست الحركة المسرحية ضاربة في القدم، حتى وإن حاول البعض أن يرجعها إلى بعض الاحتفالات المشهدية التي نسميها طقوساً اجتماعية، كما هو الحال فيما يتمثل بالقيام ببعض المشاهد التشخيصية للتأثير على النظارة.. مخطئ من يتصور هذه الاحتفالية دليلاً على تاريخية وقدم المسرح لدينا..المسرح تقريباً بدأ من خلال ما كان يقوم به بعض الظرفاء والحكائين والمقلدين للترفيه عن حضور حفلات الأعراس أو غيرها من جلسات الوجهاء والأثرياء.. بحيث كانوا يقومون ببعض المشاهد الحوارية لإثراء الجلسة بحوار مرتجل بسيط، غالباً ما يتم بين شخصين أو ثلاثة .. منه ما يقع من خلاف بين الزوج وزوجته الجاهلة المتسلطة، أو بين الجار وجاره، أو بين الأديب والجاهل، أو البدوي والحضري. ونخص بالذكر بعض الأفراد الممثلين الذين مازال البعض يتذكرهم أو الذين برزوا قديماًُ من خلال الاحتفالات الأحسائية.. منهم الحسيوي، وعبد الله المصباح، وخالد بو تليف، وحسين بن طويرش، وصالح يحو وغيرهم. هؤلاء الكبار في السن عملوا بعض المشاهد التمثيلية الارتجالية التي ترفه عن الحضور خلال جلسات الأفراد القديمة وبالأصح فيما يعرف (بالمجيلسي)، التي تقام في المزارع والبساتين وتشتهرعيون الأحساء، وعين أم سبعة بشكل خاص باحتضان مثل هذه الجلسات، رغم حرص الجهات المسؤولة على منع مثل هذه التجمعات الفنية الطربية، وهذه مسألة قديمة ربما تعدت الخمسين سنة. ما يهمنا هو هؤلاء الممثلون المبدعون، الذين ندعو لهم بالرحمة أو بطول العمر، ونأمل من المؤسسات الثقافية تكريمهم جميعاً أو من بقي منهم.