اعتبر الكاتب المسرحي والناقد محمد العثيم أن النظر ل "طاش ما طاش" من قبل المشاهدين على أنه المعيار الحقيقي ومسبار الدراما السعودية "خطأ فادح". وقال: إن هناك جيشاً من العاملين في الدراما، بعضهم يقدم ما يساوي "طاش" وأفضل منه ولو بقليل من الاحترافية في الكتابة والإنتاج، لكن ربما نظرة الناس جاءت لقدم "طاش" وكونه رأس حربة الدراما. وفي حديثه ل "سبق"، أستغرب العثيم من تصنيف "طاش ما طاش" بالمسلسل قائلاً: "هذا غير صحيح. هو هجين من المسرحية التليفزيونية الكوميدية والصورة السينمائية أو التليفزيونية، لكن فريق طاش خلطوا ذلك كله، وشرعوا في إنتاج هجين بين السينما والمسرح والتليفزيون والارتجال الكوميدي، الأمر الذي أضر به، خصوصاً في العامين الأخيرين". وعلل العثيم خروج "طاش" عن الخط الدرامي بكونه "عبارة عن حلقات منفصلة من المسرحية الصغيرة أعطاه زخم الموضوع اليومي، وهي حلقات كوميدية حملت الكثير من المضامين الخطيرة في جدل الفكر والإعلام السعودي، وعُرضت "ممسرحة" من فكر السعوديين الذي ينشر كل يوم في الصحف ومقالات الإنترنت". واعتبر أن من أسباب التراجع تخلي القائمين على العمل عن كتاب ونجوم كبار، أمثال محمد السحيمي وعبد الله بن بخيت وناصر العزاز وعبد الرحمن الوابلي "الذين استطاعوا الارتقاء في العمل من خلال التطرق إلى قضايا حساسة أصبحت حديث المجالس في تلك الفترة". وأطلق العثيم عبارات "الاسترخاص والاستهبال" على جميع المسلسلات السعودية لأن "مَن يسمون أبطالها وقعوا في فخ التكرار والارتجالية، وعدم اهتمامهم بالنص والصرف على الإنتاج هوى بالدراما إلى الحضيض". ووصف حلقات "طاش" في العامين الأخيرين بالفجة، معتبراً أنها "تُقبل من الجمهور بناء على السمعة القديمة، ما قاد أصحاب طاش إلى استرخاص ما يقدمونه، وربما للميانة الزائدة على الجمهور!". وحذّر الناقد المسرحي من انفصال الثقافة السعودية النخبوية الناضجة عن العمل الدرامي "ما ينتج عنه فقدان النص القوي المكتوب على مرجعية المجتمع الثقافية". كما حذّر من "المنتج المجتهد والكاتب المرتجل، والإنتاج الذي يعتمد على الورق دون نموذج مصور لأنها تُبنى وتوظف دون أسس، ما يُسقط كثيراً من الأعمال". وشدد في الوقت ذاته على "ضرورة دفع المال ليشكل ثنائياً قوياً مع النص الدرامي، وتكون خشبة القفز الصحيحة نحو دراما تحكي المجتمع بغير هذه الفجاجة المفتعلة".