اكتب اليوم من اجل الوطن ارضا وسماء وجبالا، وانهارا ورجالا اوفياء اكتب عن نايف الحب والامان، الذي فتح نوافذ مشرعة للحب والامل والحرية، اكتب اليوم عن جزء من لحمي ودمي وارضي. نحن معك ياسيدي الامير عندما رحلت للعلاج.. ونحن معك عندما عدت ولابد انك رأيت من خلف نافذتك في السماء عند العودة تلك الجبال والصحاري والبحار والشواطئ. ان لهذه المرتفعات ولهذه الارض صوتا ولغة تعترف بالجميل وقد رأيت ذلك العشق في عيون الصغار والكبار لهذا الوطن، ومن نافذة طائرتك رأيت ياسمو الأمير غزلان الوادي واغصان الشجر وطيور السماء ومخلوقات الارض تعيش في امان وهذا الامن انت امامه وقائده.. ومن يصنع الامن يصنع الحب ويطرد الخوف. ومن اجل هذا احتشدت الجماهير في مطار جدة لترحب بك وبعودتك سليما معافى. ان كل هذا الحب في عيون الناس قد صنعته انت لانك حملت الامانة فصنت وجوهنا وحفظت دماءنا وسترت عوراتنا ورحمت صغيرنا ووقرت كبيرنا، ومضيت بنا الى ابواب المجد والامان فتوافدنا امما في موكب الخير فاتحدت القلوب كما اتحدت الارض وكانت عينا ولي الامر وقائد امتنا خادم الحرمين الشريفين وخطوات ولي عهده الامين تبارك خطوك وخطانا معك. وهكذا انتم ابناء عبدالعزيز.. حملتم في اعناقكم وصية والدكم العظيم بحب هذا الشعب فأحبكم الناس. وانت ياسيدي قبل ان تصل يوم امس الاول الى ارض بلادك كنت قد فتحت نافذة كبرى للحب والحرية والامل، فانطلقنا بوحي من حنانك وعطفك ورعايتك تملأ الارض غناء وفرحا بعودتك وارتفعت اصواتنا بكلمة الحق والعدل لا نجامل ولا نكذب ولا نعرف الزيف لانك صنعت في داخلنا الامان "والذي يعرف الامان لا يعرف الخوف". فالخائف الوجل يمكن ان يكذب وينافق ويتملق، اما الذي ينام ملء عينيه بلا وجل او رهبة الا من الله تعالى فلا يمكن ابدا ان يكذب او ينافق، وانتم ولاة امرنا اعرف بأنفسكم وبولاء هذا الشعب لكم. نحن ياسيدي الامير اناس بسطاء مافي قلوبنا على السنتنا وقد اعتدنا الصدق لانكم صادقون معنا واحببناكم لانكم تحبون هذا الوطن واهله وكلنا اولادكم واهلكم ودماؤكم ولحمكم. وعندما وقفت بامس الاول زهاء ثلاث ساعات متصلة تستقبل القلوب التي اسعدتها عودتك لم تفكر قط في ان هذا الوقوف سوف يؤثر على صحتك فاصررت على ان تسلم وتستقبل ابناء هذا الشعب الوفي الذي قدم للسلام عليك ولم يثنك تعب الرحلة الطويلة او تعب الوقوف لانك تعلم ان كل هؤلاء الناس الذين قدموا والذين احتشدوا في مطار جدة محبون صادقون لك. وهكذا تنطلق شواهد عديدة بهذا الولاء الكبير، وهذا التلاحم الرائع بين ابناء هذا الشعب وولاة الامر.