أكد مدير عام فرع هيئة السياحة والآثار بالمنطقة الشرقية المهندس عبداللطيف البنيان أن حجم الاستثمارات السياحية في القطاعين العام والخاص حققت أرقامًا كبيرة تصل إلى ملايين الريالات، حيث تزخر المنطقة الشرقية بمشروعات عملاقة يقوم بتنفيذها القطاع العام وأخرى للقطاع الخاص وجميعها تصب بمصلحة التنمية السياحية المتكاملة. وأشار المهندس البنيان الى أن القطاع الخاص شريك أساسي في دعم وتنمية الاستثمارات في القطاع السياحي وأن منهج الشراكة الذي تنتهجه الهيئة العامة للسياحة والآثار في علاقتها مع الجهات المختلفة في القطاعين العام والخاص يسعى من أجل تحقيق أهداف والتوجهات الاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية في المملكة وذلك كون السياحة قطاعًا منتجًا يهدف إلى تحقيق التنوع في الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص وظيفية للمواطنين وتفعيل مشاركتهم في قطاع السياحة، وتحقيق التنمية الإقليمية المتوازنة، فضلًا عن تشجيع تطوير المنشآت الصغيرة وتحفيز استثمار القطاع الخاص. وأوضح أن المشروعات السياحية في المنطقة الشرقية منها ما هو قائم، أو ما هو قيد الانشاء، ومنها مشروع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي الذي تقوم عليه وتطوره شركة ارامكو السعودية، إضافة إلي مشروع تطوير واجهة الحمراء التراثية بالدمام ومشروع تطوير أصابع البحيرة بالدمام، ومشروع تطوير الواجهات البحرية بالدمام والخبر الذي تقوم عليها وتطورها أمانة المنطقة الشرقية، إضافة الي مشروع انشاء متحف الدمام الاقليمي الذي تشرف وتقوم عليه الهيئة العامة للسياحة والآثار، إضافة إلى مشروعات سياحية واستثمارية في قطاع الايواء والمطاعم التراثية والرحلات البحرية وغيرها. وذكر المهندس البنيان أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تسعى الى زيادة الاستثمارات السياحية في قطاع الايواء، وكذلك إيجاد خدمات مميزة للمنشآت السياحية بقطاع الايواء مما ينعكس على تنوع ومستويات مختلفة تتيح للزائر اختيار ما يناسبه، مبينًا أن الخطط التطويرية للقطاع السياحي في المنطقة الشرقية تتضمن مستويين للخطط التطويرية، الأول استراتيجية التنمية السياحية للمنطقة الشرقية التي تم إعدادها استنادًا لمواقع التطوير السياحي بعيدة وقصيرة المدى، واحتياجات هذه المواقع للبنى التحتية، في حين أن المستوى الثاني هو الخطط التنموية السنوية أو ما يُطلق عليه (Action Plan) وهي خطط يتم تحديثها سنويًا بالاشتراك مع شركاء التنمية السياحية بالقطاعين الخاص والعام وتنفيذها وفق جدول زمني. وأكد مدير عام فرع هيئة السياحة والآثار بالمنطقة الشرقية أن الهيئة قامت بدور كبير في دعم المهرجانات التراثية الشعبية التي تقام في قرى ومحافظات المنطقة الشرقية من أجل تأصيل الهوية الوطنية وإبراز تراث المناطق وذلك من خلال تطوير عدد من المهرجانات الموجودة أصلًا في المناطق أو تطوير أفكار جديدة لتحقق هذا الدور، مشيرًا إلى أن مهرجان (الدوخلة التراثي) في قرية سنابس بمحافظة القطيف يعد من المهرجانات التي دعمتها الهيئة، بالاضافة الي مهرجان (واحتنا فرحانة) بمحافظة القطيف، وأن دور الهيئة في دعم تلك المهرجانات لا يقتصر على الدعم المادي فحسب بل يتعدى ذلك الى الدعم اللوجستي والفني وذلك من خلال جلب الخبراء والمستشارين لتقديم الاستشارة وإقامة ورش العمل المتخصصة وكذلك العمل على وتقييم أداء تلك المهرجانات وزيادة احتمالات تأثيرها الايجابي على المنطقة كما أن الهيئة تقوم بتقديم المسوحات الإحصائية لزوار تلك المهرجانات لقياس مدى التأثير الاقتصادي والمردود على المنطقة وخاصة توفير الوظائف لأبناء المجتمع المحلي، وفتح المجال للفرص الصغيرة والمتوسطة للاستفادة من حضور تلك المهرجانات. وقال مدير عام فرع هيئة السياحة والآثار بالمنطقة الشرقية إن إطلاق مهرجان (الساحل الشرقي للتراث البحري 34) الذي رعاه سمو أمير المنطقة في ربيع هذا العام يؤكد ما تسعي اليه الهيئة بالتعاون مع مجلس التنمية السياحية في إقامة مهرجان رئيسي للمنطقة يتم فيه تأصيل هويتها التراثية، وسيتم إن شاء الله تطوير المهرجان سنويًا ليكون من أهم الفعاليات في روزنامة السياحة بالمملكة، التي تعود بالنفع والمردود الايجابي الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للمملكة بشكل عام وعلى المنطقة بوجه خاص. واستعرض المهندس البنيان القلاع الأثرية في التي تضمها المنطقة الشرقية كغيرها من المدن السعودية، مبينًا أنه تُجري أعمال ترميم لها، ولعدد من القلاع بالمملكة عن طريق الهيئة، كما يجري ترميم وتطوير قلاع عديدة وفق جدول مسبق. وأفاد أن هناك خططًا في أعمال الترميم لقصر عبدالوهاب بدارين، وقلعة تاروت حيث إن قصر محمد العبدالوهاب بدارين بدأت أعمال التنظيف للموقع وإبراز معالم أساساته الجدارية وعناصره المعمارية وتحديد مساحته تمهيدًا للترميم. من جانبه، أشار رئيس اللجنة السياحية بغرفة الشرقية وعضو اللجنة السياحية الوطنية عبدالله مفرح القحطاني أن المقومات السياحية التي تحظى بها المملكة والمنطقة الشرقية تحديدًا لا تضاهى بالمقومات السياحية في الدول المجاورة حيث يوجد لدنيا الشواطئ المديدة التي تتجاوز 600 كيلو مترًا من الشمال الي الجنوب إضافة الي الأجواء المتشابهة في دول الخليج العربي، إلى جانب تميز المملكة بوجود المناطق التاريخية والأثرية وما تحتويه من كهوف سواء في جبل قاره في الأحساء أو كمدائن صالح، وصحراء الربع الخالي التي تعد من أفضل المقومات السياحية التي تمتاز بها المملكة. وأوضح أنه بالتزامن مع آلية تطوير السياحة في المملكة قامت هيئة السياحة والآثار في المملكة بعدة زيارات للدول المجاورة واطلعت على ما تحتويه تلك الدول من مقومات سياحية حيث ثبت أن المقومات السياحية في المملكة وتنوعها تفوق غيرها في الدول المجاورة. وأكد القحطاني أهمية مشاركة القطاع الخاص في دعم المشاريع الاستثمارية السياحية في المملكة وأنه لا بد من توحيد جميع الجهود من أجل الوصول إلي صناعة السياحة، مشددًا على ضرورة أن تكون المملكة هدف سياحي وليس نقطة عبور، وهو الهدف الحقيقي الذي تسعى إليه هيئة السياحة و الآثار برئاسة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، لافتًا الى الدعم وفتح الاستثمار السياحي أمام المستثمرين في القطاع السياحي وبناء مشاريع سياحية وعرضها أمام المستثمرين.