الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: عندما سافر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود وزير الداخلية- حفظه الله ورعاه- لإجراء العملية الجراحية التي تكللت بالنجاح- بفضل الله تعالى ومنه- ظهرت المكانة الرفيعة التي يحتلها- حفظه الله- في نفوس المواطنين، وتجلى الحب العظيم، والتقدير الكبير الذي تكنه قلوب الشعب السعودي للأمير المحبوب، فالجميع كانوا يسألون عنه، ويتابعون أخباره للاطمئنان على صحته وعافيته، سواء في المجالس العامة او الخاصة، وفي وسائل الإعلام المختلفة، ويدعون له بالشفاء العاجل، والصحة والعافية. والسر في هذه المكانة العظيمة، والحب الجليل أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز- رعاه الله- قد أثبت للجميع أنه كرس حياته، وسخر جهده، ووقته لخدمة هذا الوطن الغالي، والحفاظ على المواطنين،وذلك من خلال عمله الدؤوب،وجهده المتواصل، وحرصه الكبير على استتباب الأمن، وأن يتفيأ الجميع ظلال الأمان، وينعمون بالاطمئنان، حتى يتفرغوا للعلم، والعبادة ، وتطوير البلد، وتقدمه، وازدهاره، لأنه لا يمكن- بأي حال- لأي بلد أن يتقدم ويتطور في البناء والعلم، والحضارة إلا باستتباب الأمن، واطمئنان الناس على أنفسهم، وأولادهم، وأموالهم، وأعراضهم، وقبل ذلك على دينهم. ومن أجل ذلك نجد الإسلام يعتبر الأمن من النعم الجليلة التي يمنحها الله لعباده، كما قال- تعالى- : (أو لم نمكن لهم حرماً آمناً يجبى إليه ثمرات كل شيء..) وقال تعالى- : ( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف).وقد أوضح سموه الكريم في مناسبات عديدة تأكيده على هذا المفهوم الإسلامي الشامل للأمن والأمان، وأنه يشمل كل شيء مادياً كان أو معنوياً. وأنه شامل لكل إنسان فرداً كان أو جماعة، مسلماً كان أو غير مسلم.وقد كرس- حفظه الله- كل جهوده وأوقاته، في تحقيق هذا الأمن الشامل للوطن والمواطن، في ظل تحكيم الشريعة الإسلامية الغراء، حتى صارت المملكة- ولله الحمد- مضرب المثل في العالم كله من حيث استتباب الأمن، وانتشار الأمان. وقد كان من ثمار هذا الأمن الشامل أن تسارعت وتيرة التقدم والنمو والازدهار، في جميع المجالات، فشيدت المعاهد والمدارس والجامعات، وأقيمت المصانع والشركات، وارتفعت العمائر وناطحات السحاب، وعبدت الطرق، وانتشرت المطارات، وتطور العلم، ونما الاقتصاد، ولم يكن ليتحقق ذلك لولا فضل الله، ثم ما تنعم به هذه البلاد من الأمن والاستقرار. ومن هنا ندرك أن الأمن عنصر أساسي في كل تنمية وتقدم وازدهار. وهذا يبين لنا بوضوح وجلاء أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود وزير الداخلية- حفظه الله- قد ساهم مساهمة عظيمة في كل ما وصلت إليه المملكة من رقي وتطور وازدهار وتقدم في جميع المجلات، لأنه وفر- بتوفيق الله تعالى- العنصر الرئيس والأساس الذي يجب أن يكون موجوداً في كل تنمية وتقدم، وهو عنصر الأمن والاستقرار. وقد أدرك الشعب السعودي هذه الحقيقة العلمية والعملية، فصار يكن لهذا الأمير المحبوب كل تقدير وحب وإجلال. ولم يكتف سموه الكريم بتحقيق الأمن في البلد الأمين، ومهبط الوحي، ومهد الرسالة، بل أن سموه- حفظه الله- يسعى حثيثاً إلى تأمين الأمن في سائر الوطن العربي، وذلك من خلال ترؤسه لاجتماعات وزراء الداخلية العرب، وتقديم كل الدعم والمساندة لهم، ومن الوسائل الناجحة لذلك إنشاء سموه الكريم لأكاديمية الأمير نايف للعلوم الأمنية التي تخرج كل عام مجموعة من الأمنيين من الدول العربية، وتلك الجهود وغيرها التي يبذلها سموه الكريم ترمي إلى أن يتحقق لكل الدول العربية ما تحقق للمملكة العربية السعودية من أمان وطمأنينة ورخاء. ولم تقتصر جهود سموه الكريم على تحقيق الأمن والأمان لبلاد الحرمين، والبلدان العربية، بل ان تمسكه بالعقيدة الإسلامية، وحبه لنشر الإسلام يتجاوزان كل ذلك إلى مجالات أخرى كثيرة ومتعددة لا يتسع المقام لتفصيل المقال فيها، ولكن نشير إلى مبادرته الكريمة، ولفتته الفذة، وهي تخصيص جائزة سخية سنية تحمل اسمه الكريم، لخدمة السنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، خدمة للإسلام والمسلمين،لأن السنة النبوية- كما هو معلوم- تعد المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، وهي المفسرة للقرآن الكريم والمبينة له، كما قال- تعالى-؛" وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون". وهذه الكلمة التي سطرتها أوحى بها إلى قلمي فرحي البالغ، وسروري الكبير، بعودة أميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، وزير الداخلية، إلى أرض الوطن سليماً معافى بعد رحلته العلاجية التي تكللت بالنجاح والتوفيق- ولله الحمد والمنة- ليواصل مسيرة الخير والعطاء وتنمية هذه البلاد الطاهرة في ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني- حفظهم الله ورعاهم-. نسأل الله أن يديم على سمو الأمير نايف التوفيق والسداد، ويسبغ عليه ثوب الصحة والعافية. وصلى الله على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين. سعود بن عبد الله بن طالب وكيل وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف للشئون الإدارية والفنية