الذهان مصطلح يدل على اضطرابات في الشخصية تؤدي الى خلل كبير في التعامل مع الواقع والتكيف الاجتماعي وهو في صورته العامة إعاقة المريض عن القيام بامور حياته ومعيشته وبعده عن الواقع الى حد بعيد جدا. الخلل يحدث في مستوى الدماغ فيصب الوظائف (من الناحية النفسية) او اجزاء من الدماغ نفسه (من الناحية الفسيولوجية) وفي كلتا الحالتين فان الشعور ينفصل عن العقل ليعملا بعيدا عن بعضهما وهذا ما يفسر سبب خروج السلوك عن المألوف، فالمريض في المواقف المتعددة التي تواجهه يسلك مسلكا بشكل لا يتناسب مع الموقف، ففي حالة الفرح يكون مغموما حزينا وفي حالة الحزن تجده فرحا ضاحكا ولنا ان نقسم الذهان الى نوعين وظيفي يصيب وظائف الدماغ من تفكير وتصور وتخيل واستنتاج.. الخ بسبب ضغوط نفسية مستمرة وفوق طاقة الشخص والقلق او صدمة عاطفية او بسبب نمط سيئ من التعامل الاسري اما الذهان العضوي فيحدث بسبب اصابة دماغية بمرض او حادث وهو انواع منها ذهان الشيخوخة وتصلب الشرايين.. وذهان الهوس والاكتئاب. اعراض المرض تظهر على المريض السلبية والانسحاب من الواقع كليا. صعوبة التعبير عن المشاعر مع بطء التفكير واستخدام كلمات غريبة وغير مفهومة وعدم ترابط محتوى الحديث والانتقال من موضوع الى آخر وبعد الحديث والسلوك عن الموقف والخلط والتشويش الذهني. الاضطرابات الوجدانية ( تبلد dullness وخمول dullness مع مشاعر متارجحة بين الفرح والاكتئاب. الارق والمخاوف والهلاوس السمعية والشمية والبصرية والهذاءات والخيال المريض. اهمال المظهر الخارجي والنظافة الشخصية. * القلق الدائم (عدم الاستقرار النفسي وكثرة التجوال والحركة). ولا يعرف اسباب مباشرة للمرض على ان للوارثة دورا هاما علاوة على نمط الحياة الاسرية (سلبية الاب وبلادة عاطفته نحو ابنائه او دكتاتوريته وعدوانيته تجاههم ومن جانب الام قد تكون عدوانية قلقة متذبذبة في علاقتها باطفالها (رفض وحب تقبل وكره). ويعتبر الفصام من اكثر الامراض العقلية انتشارا اذ تبلغ نسبته 20% 25% ولا حدود اجتماعية او فوارق طبقيه له. ويظهر في سن 35-30 سنة غالبا ولعل اصعب ما في المريض هو التشخيص فالصورة المرضية لاتتضح عند بداية المشكلة حيث تظهر الاعراض تدريجيا وقد تبدأ من مرحلة الطفولة لتنمو مع التقدم في العمر وان كانت الاعراض في الطفولة تبدو في صورة هذاءات وخمول وتكرار لكلمات محددة واخيلة ولامبالاة الا انه من الصعب تحديد واكتشاف علاقتها بالمرض.. كذلك فالعلاج ايضا صعب ويأخذ وقتا طويلا وفي الحالات المتقدمة يكون الامل بالشفاء ضئيلا، وللوقاية من المرض ينصح بالابتعاد عن زواج من لهم تاريخ اسري مع المرض والدفء الاسري بين الزوجين والاطفال والبعد عن القلق والمنغصات بقدر الامكان مع تفريغ الضغوط النفسية والبحث عن حلول للمشكلات.. والجانب الايماني عامل هام في الوقاية بإذن الله. صابر فيروز العابد اخصائي نفسي اكلينيكي