ترجمة : عبد الوهاب أبو زيد هل سبق لك أن زرتَ ذلك المكان؟ وإن حدث ذلك، فهل تستطيعُ أن تصفَ شكل الظلال؟ عندما دخلتَ، هل قام أحدٌ ما بتوجيه التحية إليك؟ هل ضمَّ الطحلبُ قدمك أو أطلق طائرُ الزريابِ صياحه في أذنك؟ هل انتابك الخوفُ من ألا تتمكنَ من الرجوع؟ هل قاموا بقرع الجرس؟ كم مرة فعلوا ذلك، وكيف بدا الصوت؟ هل أحنى حصانٌ رأسه على جانب الطريق؟ هل استلقتْ ريشةٌ واحدةٌ على الطريق المجرد من الأشجار؟ هل اندفعتْ موجةٌ خضراءُ نحو إحدى الغيضات؟ هل أصابتْ نكهةُ الضوءِ نومك بالعدوى؟ هل قفز علجومٌ من الغبارِ نحو إحدى الأغصان؟ هل تلفتتِ الظباءُ مجفلة حين عبورك؟ هل لعقتْ غزالة يدك ووجدتك تشكو من الفاقة؟ هل نظرتَ إلى زهرة لا يعتريها الذبول؟ هل كانتِ السماءُ فارغةً حدَّ أنك سقطتَ إلى الأعلى؟ هل دغدغتْ أوراقُ شجرةِ الصنوبرِ أنفك؟ هل تنشقتَ شبحَ أشجارِ الأرزِ في لبنان؟ هل تتبعتَ بتلةً حملتها الريحُ إلى طرفِ البحر؟ هل استيقظتَ من النوم وقد التفّتْ ملاءةٌ حولَ عنقك؟ هل ناديتَ أحداً؟ هل ركعتَ عند ورقةِ عشبٍ أو كثيب نملٍ؟ هل تساءلتَ عن طريق دخولك وطريق خروجك؟ هل تأرجحَ فرعُ شجرةٍ بشكل ملحوظ؟ هل أرخيتَ يدك على كتفِ إله؟ هل فلقتَ قطعةً من الفاكهة وعرضتَ قطعةً منها للشمس؟ كم استغرقك الأمر لتنتهي منه، وهل كنتَ راضياً؟ هل ارتشفتْ ذبابةٌ الماءَ من أحدِ الأحجار؟ هل مسستَ السديمَ المحيطَ بثمرة البرقوقِ، وسحابتها الزرقاء؟ هل فركتَ قشرتها حتى فقدتْ توردها؟ هل أرسلتِ الشمس أشعتها الحارقةَ في عين غراب؟ هل كانتِ السماءُ من الوضوحِ بحيث بدتْ سماءٌ أخرى وراءها؟ هل سمعتَ الريحَ وهي تواسي أوراقَ الشجر؟ هل نظرتَ ملياً في قلنسوةِ الفطر، وهل قمتَ بفتحِ ستائر الصبح؟ *عن الشاعرة: فيليس ليفين (1954) شاعرة أمريكية ولدت ونشأت في باترسون، نيوجيرسي، وتلقت تعليمها في كلية ساره لورانس وجامعة جون هوبكنز. عملت في تدريس الكتابة الإبداعية في عدد من الكليات والجامعات. صدرت لها أربعة مجموعات شعرية ما بين عامي 1988 و2008، وحررت كتاباً يضم مختارات من قصائد السوناته أو السونيت في 2001. القصيدة المترجمة هنا من كتاب (فن الخسران) الذي حرره الشاعر كيفين يونغ.