ينزعج كثير من أصحاب المطاعم حين يلاحظون انتقادات على مطاعمهم ويعتقدون أنهم مثاليون يحصلون على مبالغهم وهم بعيداً عن مطاعمهم والدليل أننا تجولنا في العديد من مطاعم الثقبة لم نجد سعوديا قريباً من مطعمه إلا وكيلا واحدا لإحد المطاعم..وهذه مشكلة بحد ذاتها..رغم أنها ليست موضوعنا الرئيسي.. لأن الموضوع الرئيسي هو المبالغة في سكب الدهون بمختلف أنواعها في الأطعمة لكسب أكبر قدر من الزبائن وكسب ما في جيوبهم من مبالغ على حساب التاج أو الصحة التي هي الأهم تجولنا في العديد من مطاعم الثقبة وحصلنا على إجابات مواطنين وكذلك مسئولين يديرون تلك المطاعم لذلك سنترك لكم قراءة ما دار معهم ولكم حرية الاختيار في البحث عن الأكلات الخارجية أو تناول الوجبات المنزلية المأمونة والصحية.. حالة الطوارئ تجبرنا @@ في بداية جولتنا على عدد من المطاعم التقينا بالمواطن الشاب مبروك دماس الشهراني كان بجوار محاسب إحد المطاعم طالباً وجبة عشاء له ولأفراد أسرته حيث وجهنا للشهراني سؤالنا الرئيسي في هذه الجولة وهو: رؤيته حول ما تقوم به بعض المطاعم إذا ما كان معظمها في المبالغة بسكب الدهون النباتية والحيوانية في وجباتهم الرئيسية بهدف إغراء الزبائن وجذبهم إليهم على حساب صحتهم وكانت إجابة الشهراني أن هناك مطاعم بلاشك تبالغ كثيراً في وضع الدهون في الأكلات على حساب صحتنا لذلك تجدني أبحث عن المطعم الجيد والنظيف الذي أثق بما يقدموه من طهي جيد بعيداً عن المبالغات في سكب الدهون على أكلاتهم. وأنا عموماً لا أشتري وجبات منزلي إلا في حالة الطوارئ في الشهر مرة فزوجتي فيها الخير والبركة لصنع كل ما نريد من الأكلات الصحية لكننا حين نخرج للبحر فإننا نصنع هذا اليوم راحة "لأم العيال" ونحصل على وجبة العشاء من المطعم. الشيف: لا نضر بالمواطن @@ كما إلتقينا بوكيل إحد المطاعم ويدعى محمد القرني فنفى ما ذكرناه من تهم للمطاعم في المبالغة بسكب الدهون على الأكلات على حساب صحة المواطن معللاًُ ذلك بأن المطعم الخاص به يضع المقادير المناسبة من الدهون على مختلف الوجبات وهناك متابعة من قبل إدارة سعودية شابة تتابع كل شيء فنحن لا نسعى أبداً للإضرار بالمواطنين فلدى المطعم (شيف) متخصص بالإشراف على جميع الوجبات خاصة وأن وجباتنا جميعها شعبية كما أننا متعاونون مع شركات عالمية لتوفير الزيوت الجيدة والمناسبة التي لا تسبب إضراراً لزبائننا. الدهون والجرذان @@ واستوقفنا ثلاثة شباب اثنان منهم يتناولان وجبة العشاء وهما فهد حش القرني وعلي صالح الزهراني والثالث يتابع قراءة الجريدة ويدعى ناصر محمد الأحمري حيث تحدثوا بأن المبالغة في وضع الدهون في الأكلات شيء مؤكد وموجود لكنه يختلف من مطعم لآخر وهذا كما يذكرون من واجبات وزارة الصحة وأمانة مدينة الدمام والبلديات لمتابعة ما يدور داخل أروقة مطابخ المطاعم وأخذ عينات من تلك الوجبات وتحليلها في المختبرات للتعرف على عناصر كل وجبة. أما الشاب ناصر الأحمري والمتشائم من أكل المطاعم فقد قال أنني في إحد الأيام كنت أتناول وجبة في إحد المطاعم وشاهدت الجرذان تخرج علينا بحجم الأرانب. أنه بالفعل شيء يقزز النفس وتجعلك تحذر من هذه المطاعم وما تجنيه من مفاجآت قد تكون على حساب صحة الزبائن . نحاول تقليل الزيوت @@ كما إلتقنيا بمحاسب إحد المطاعم ويدعى الماحي الزبير.. تردد في بداية الأمر رغم تعريفنا بأننا من جريدة اليوم ونطلب إجابة على اتهام واحد حول ما يتعلق بالمبالغة في سكب الدهون على حساب صحة الزبائن لكنه في النهاية رحب بنا وأجاب عن سؤالنا قائلا: نحن نحاول استعمال الزيوت بطريقة مشابهة للفرن أي بشكل بسيط جداً ولذلك تشاهد أمامك صندوقا خاصا لشكاوي ومقترحات الزبائن يتابعه صاحب المطعم.والحقيقة أن هناك من الزبائن من يطلب أكلا قليل الدهون أو بدون دهون وبدورنا نسعى لتلبية طلب هؤلاء. الدهون للطعم والتماسك @@ وفاجأنا محاسب بإحد المطاعم يدعى عبد الباقي خالد بالسؤال الرئيسي وهو ما يتعلق بالمبالغة في وضع الدهون بمعظم الأكلات حيث قال لنا عبد الباقي بالمختصر المفيد: لكي يتماسك الأرز مع بعضه وكذلك لكي يعطي طعما أفضل للزبون فإننا نقوم بالفعل بالزيادة في سكب الزيوت خاصة على الأرز. وهناك زبائن يطالبوننا بالتقليل من هذه الزيوت ونحاول إرضاءهم. مدمنون على الأرز والدجاج @@ الشاب حمد المطيري الذي كان يحمل معه الأرز والدجاج من داخل إحد المطاعم وهو قادم من مدينة الرياض قال وبكل صراحة نحن مدمنون على هذا الأرز من هذا المطعم خاصة فلا أعرف سبب حبنا للأرز والدجاج وبالذات من هذا المطعم الذي أحضر إليه خصيصا ولا أرغب غيره حين قدومي من الرياض فهل السر يكمن في المبالغة في الدهون لأننا نستمتع بطعم غريب جدا في الأرز وحتى الدجاج حتى أن في مدينة الرياض مطعما يحمل نفس اسم هذا المطعم لكن الأكل يختلف كثيرا. والحقيقة أننا نعرف جيدا أن هذه الدهون المبالغ فيها ستؤثر على صحة المواطنين. مضطرين للأكل الخارجي @@ والتقينا بالشاب هشام بن عبد الله السعيد وهو جالس مع زملائه يتناولون وجبة العشاء الرئيسية الأرز والدجاج. حيث قال بأننا مضطرون للأكل مع الزملاء بين فترة وأخرى رغم أن هناك مبالغة غير طبيعية في سكب الزيوت على الأرز كما تشاهد والحمد لله الأهل لم يقصروا داخل المنزل في عمل كل ما أريده من طعام لكننا في هذا المطعم لمجرد التغيير مع ثلاثة من زملائي. وعموما نعرف التأثير المباشر لهذه الزيوت على القلب والسكر وتصلب الشرايين وأمراض كثيرة نتمنى أن تراعي كل المطاعم صحة المواطنين وزبائنهم. الجوع حولنا للمطعم @@ كما التقينا بثلاثة شباب يتناولون وجبة العشاء في إحد المطاعم الشعبية تجرأ أحدهم في الحديث معنا وهو يتناول الوجبة ويدعى صالح حمد عصنه قائلا: أنني أزور هذا المطعم كل شهر مرة واحدة والحمد لله الأهل في المنزل لا يقصروا في صنع كل ما نريد وما تشتهيه أنفسنا من مختلف أنواع الأطعمة لكننا وفي أثناء تجولنا هذا المساء شعرنا بالجوع ودخلنا لتناول وجبة العشاء هنا. والحقيقة أن معظم المطاعم تبالغ في وضع الزيوت في الأكل لأسباب لا نعرفها، قد يكون لتحسين الأكل أو بسبب الإهمال من البعض منهم وهو بلا شك مضر كثيرا بالصحة فالأطباء دائما يحذرون من ذلك في مختلف وسائل الإعلام لكن ماذا تقول لأصحاب المطاعم؟! سرية المندي والبخاري @@ ويقول الشاب عبد الله محمد أبا الخيل أن هناك الكثير من المطاعم تبالغ في وضع الزيوت الكثيرة على الوجبات سواء الساندويتشات أو السنبوسة أو الأرز البخاري وأعتقد من وجهة نظري أن المبالغة في هذه الزيوت من أجل صناعة وجبة لذيذة يسيل لها اللعاب لكن على حساب صحة الزبون الذي سيتضرر من ذلك لاحقا فالحقيقة أن هناك مطاعم تضع (لية) الخروف المملوءة بالشحم في المندي والأرز البخاري فتخيل كم تحمل هذه الشحوم من الكوليسترول الذي يعرف الجميع مضاره على مختلف أجزاء الجسم والصحة بشكل عام ولا ننسى الشاورما وما أدراك ما الشاورما. فالقائمون على المطاعم يهمهم بالدرجة الأولى أن الزبون الذي يحضر اليوم سيجد طعما طيبا وجيدا وسيكون زبونا مستديما لكن الصحة هي آخر ما يفكرون فيها. الزبون بين السعر والصحة @@ وأخيرا التقينا بمدير لإحد المطاعم يدعى يوسف سليم يوسف له في هذا المطعم خمس سنوات حيث قال: هناك أكلات لابد من تدخل الدهون في طهيها لكن بدون مبالغة ودائما المبالغة في وضع الدهون تكون في وجبة الأرز وأنا أقول عكس الآخرين أن المبالغة في وضع الدهون على الأرز سيكون سلبيا على الوجبة ولن يخدمها وأعتقد أن أكثر الوجبات التي لا تستغني عن الزيوت هي المقبلات ولا شك أن هناك عددا من المطاعم تبالغ كثيرا في الدهون وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها أو نفيها ومشكلة أن الزبائن في دول الخليج يبحثون عن المطاعم الأقل سعرا والأقل نظافة فهل الأهم هو الأكل الصحي أم الأكل الأقل سعرا؟!