يقول خبراء اسرائيليون أن نتوءات بدأت تبرز في حائط البراق الذي يسمونه حائط المبكى، حيث يبكون أمامه في صلاتهم، ولكونه يحيط باحدى جهات الحرم المقدسي في القدس تعتبر نوايا المتطرفين اليهود مبيتة في أدنى تقدير، خاصة وأن النتوءات سببها أعمال الحفر الصهيونية تحت باحة المسجد الأقصى المبارك، حسبما يؤكد الفلسطينيون. وبعد أن وجهت ما يسمى باللجنة الاسرائيلية للحفاظ على جبل الهيكل، رسالة عاجلة الى رئيس الوزراء ارييل شارون لتحذيره من تضخم يزيد عرضه عن عشرة امتار في الحائط. ويوجد هذا النتوء في الواجهة الجنوبية للحائط المحاذي لباحة المسجد الاقصى ثالث الحرمين الشريفين. ويزعم الصهاينة أن هذا الجدار من بقايا الهيكل اليهودي الذي انشأه هيرودوس ودمره الرومان في العام 70 بعد الميلاد. وقد اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية بعد زيارة مثيرة للجدل قام بها ارييل شارون زعيم المعارضة اليمينة انذاك للحرم القدسي في نهاية ايلول/ سبتمبر 2000. ويقول خالد ناشف الذي يدير المعهد الفلسطيني للاثار في جامعة بيرزيت بالقرب من رام الله في الضفة الغربية (في الظرف الحالي، انعكاسات هذه القضية ستكون سياسية). وقالت رئيسة ما يسمى بلجنة الحفاظ على جبل الهيكل، ايلات مازار، انها حذرت حكومة الاحتلال قبل تسعة اشهر من ان الفلسطينيين كانوا يقومون باعمال حفر غير شرعية. وقالت ان هذه الاعمال التي سمحت بتحويل قاعات يطلق عليها اليهود اسم (اصطبلات سليمان) الى مسجد اضرت بصلابة الموقع واسفرت عن احداث نتوء في الحائط. وقالت (على المستوى الاثري، انها كارثة كبيرة. انها مواقع اثرية اسلامية ومسيحية وليس فقط يهودية. انه تراث مشترك وما يجري حاليا هو عمل اجرامي). وأضافت (ما يثير قلقي كثيرا هو عشرات الاف الاشخاص المتوقع قدومهم الى باحة المسجد الاقصى خلال شهر رمضان هذا العام) معتبرة ان (حياتهم ستكون مهددة بالخطر). وتقدر وزارة الاثار الاسرائيلية ان النتوء يصل الى 1.5 متر وتعتبر مازار ان الامر يشكل تهديدا على امن زوار الموقع. وتقول (من الضروري جدا اغلاق المسجد المقام في اصطبلات سليمان. من يتحمل مسؤولية مئات الاشخاص الذين سيموتون في حال انهيار الحائط؟). وتتهم اللجنة التي تترأسها مازار الفلسطينيين بالسعي الى محو اي اثر لوجود اليهود في الموقع داعية الى رقابة مشتركة على الاعمال. غير ان ادارة الاوقاف الاسلامية الفلسطينية رفضت هذا الاقتراح. واتهم مدير الاوقاف عدنان الحسيني الاسرائيليين بالتسبب بهذا النتوء لدى حفر نفق تحت الجهة الغربية للحائط متحدثا عن وجود (مناورة سياسية) عبر استغلال هذه القضية. وقال (ن مشكلة النتوء ليست جديدة ونراقبها منذ وقت طويل. لقد كنا قادرين على انهاء اعمال الترميم قبل شهر رمضان غير ان الاسرائيليين منعونا من مواصلتها) ويدور هذا الجدل في حين ارتفعت حدة التوتر بين المسلمين واليهود في البلاد بعد اربعة ايام من تجمع حوالي اربعة الاف عربي اسرائيلي في الحرم القدسي في حملة لانقاذ المسجد الاقصى. وتركز الصحف الاسرائيلية على احتمالات وقوع كارثة في حال انهيار حائط المبكى ولا تتوانى عن ذكر السيناريوهات الاكثر درامية. وكتبت صحيفة "معاريف" ان (لمنطقة كلها ستشتعل: قسم من الجدار ينهار، مئات المصلين يقتلون، والالاف الاخرون يتدافعون تعبيرا عن غضبهم).