يكثر الحديث عن حقوق الانسان وتكثر الاتهامات الموجهة للدول الاسلامية بخرقها الاعلان الاممي لحقوق الانسان، ولا تطال هذه الاتهامات دول العالم الكبرى التي تمارس شتى انواع الظلم والاضطهاد ضد بني البشر، على مرأى ومسمع من العالم. وبين الهجوم والدفاع.. بين الاتهامات والرد عليها.. يتناسى الجميع حقائق ثابتة هي التنبيه الى حقوق الله فهذه الحقوق اذا نفذت بحذافيرها تحققت تلقائيا حقوق الانسان، لان في اداء حقوق الله، ممارسة تؤدي الى صيانة حقوق الانسان والابتعاد بها عن العبث والتلاعب. والمسلمون ليسوا ملزمين بدفع اتهامات منظمات حقوق الانسان والرد عليها ونفيها ولكنهم ملزمون امام الله بأداء حقوقه، فاذا اتبعوا هذا المنهج اغلقوا منافذ تلك الاتهامات التي ما فتئت منظمات حقوق الانسان توجهها للدول النامية ومنها الدول الاسلامية دون ان تملك الجرأة على توجيهها للدول المتقدمة. وانصراف الدول الاسلامية للرد على تلك الاتهامات لن يجدي، لان هذه الاتهامات ستظل قائمة، تغذيها الدوائر الرسمية المعادية للدول النامية التي تصر على تبعية هذه الدول لها، ولسيطرتها الاقتصادية والعسكرية والثقافية.. والاجدى من ذلك هو التوجه الى الله ببصيرة نافذة، وبعزم أكيد لأداء حقوقه، وهي حقوق تضمن للانسان حريته وكرامته وأمنه.. وجميع حقوقه التي ذكرها والتي لم يذكرها الاعلان الاممي لحقوق الانسان.. ان حقوق الانسان وفق تعاليم الشريعة الاسلامية تفوق بمراحل تلك الحقوق التي تتشدق بها منظمات لا هم لها سوى تلفيق التهم للدول النامية، مع غض النظر عن ممارسات الدول الكبرى، وهي أبشع مما يتصوره العقل. أليس من حقنا ان نطالب انفسنا بأداء حقوق الله.. لنضمن حقوق الانسان دون ان نهتم باتهامات تلك المنظمات ذات الأهداف المشبوهة، والغايات الباطلة؟ أم ان المسلمين دوما هم موضع الاتهام؟