يجهل الطب حتى اليوم الاسباب الحقيقية لمرض الاندومتريوسز وان كانوا يعرفون اعراضه ويجتهدون في تخفيف اثاره رغم انه لم يتوفر بعد علاج يستأصله. الدكتور صفوت عاشور استشاري امراض النساء والتوليد والعقم يطمئن في هذا المقال الذي بعث به للصفحة ضحايا الاندومتريوسز بانه من الاورام الحميدة وله علاجات اخرى غير استئصال الرحم والمبيض. يعتبر الاندومتريوسز من الامراض التي تصيب النساء اثناء سنوات الاخصاب وفي حالة الاصابة بالاندومتريوسز يظهر نسيج مشابه لبطانة الرحم في اماكن مختلفة من الجسم خارج الرحم، على شكل عقد صغيرة او زوائد او نتوءات او اورام مما قد يكون سببا للالم والعقم ومشاكل اخرى. وتعتبر الاعضاء الموجودة بالبطن كالمبيضين، قنوات فالوب، اربطة الرحم، منطقة مابين المهبل والمستقيم، الجدار الخارجي للرحم وجدران الحوض من اكثر الاماكن اصابة بالاندومتريوسز وفي احيان نادرة اخرى يمكن مصادفته في مناطق اخرى خارج البطن كالرئة والذراع او الفخذ على سبيل المثال. عموما يعتبر الاندومتريوسز من الاورام الحميدة وليس الخبيثة، وما هو الا نسيج طبيعي متواجد في غير مكانه الطبيعي وان كان قد لوحظ حديثا زيادة نسبة الاورام السرطانية التي تحدث او تتوافق معه. تستجيب انسجة الاندومتريوسز عادة بشكل مماثل لبطانة الرحم لتأثير هورمونات الدورة الطمثية، فهي تنمو شهريا ثم تنفصل مسببة نزيفا مشابها للطمث. على عكس بطانة الرحم، لا يستطيع نسيج الاندومتريوسز مغادرة الجسم مما يتسبب في النزيف الداخلي ويعقب ذلك تحلل الدم وتكسر الانسجة، ثم التهابات وتكون التصاقات بين الاندومتريوسز "الذي يمكن ان يؤدي لانتشاره الى اماكن جديدة" النزيف او الانسداد المعوي "في حالات الاندومتريوسز داخل او بجوار الامعاء"، التداخل مع وظائف المثانة "في حالات وجود الاندومتريوسز على او داخل المثانة" وكذلك مشاكل اخرى حسب مكان الاندومتريوسز وعادة تتزايد حدة الاعراض مع مرور الوقت غير انها يمكن ان تمر بمراحل دورية من التحسن او التدهور في بعض الحالات. الاعراض تعتبر آلام الطمث وما قبل الطمث المبرحة "الاشد من تشنجات الطمث الطبيعية" الام الجماع ومابعد الجماع، العقم، والنزيف الشديد او غير المنتظم من اكثر الاعراض حدوثا عند الاصابة بالاندومتريوسز من الاعراض الاخرى الارهاق، التشنجات العضوية اثناء الطمث، الالم المصاحب للنبذ، الام اسفل الظهر الاسهال او الامساك بالاضافة لبعض الاضطرابات المعوية الاخرى المرافقة للطمث هناك بعض المصابات بالاندومتريوسز اللاتي لا يعانين اية اعراض في 20 40% من الحالات. لا تتعلق شدة الالم بالضرورة بكبر او حجم الاندومتريوسز حيث انه قد لوحظ ان بعض الزوائد المتناهية في الصغر يمكن ان تسبب الاما مبرحة لفاعليتها الشديدة في افراز مادة البروستا جلاندين وهي مادة تفرز في جميع اعضاء الجسم وتتداخل في العديد من الوظائف واغلب الظن انها المتسببة في الكثير من اعراض الاندومتريوسز. نظريات عن اسباب الاندومتريوسز: بالرغم من وجود العديد من النظريات المطروحة عن اسباب الاندومتريوسز لا توجد نظرية مفردة بامكانها تفسير جميع الحالات، والى الان مازال السبب الرئيسي للمرض غير معروف احدى النظريات المطروحة "نطرية الطمث الراجع" او انتشار نسيج بطانة الرحم عن طريق قناة فالوب تقترح انه اثناء الطمث يتم انتشار قطع من نسيج بطانة الرحم عبر قناة فالوب وانغراسها ثم نموها في البطن ويعتقد بعض خبراء الاندومتريوسز ان الطمث الراجع يحدث عند كل النساء ولكن نظرا لوجود خلل في الجهاز المناعي او الهرموني يتم انغراس ونمو زوائد الاندومتريوسز في بعض المصابات بالمرض. تعتقد احدى النظريات الاخرى بانتشار الاندومتريوسز من بطانة الرحم الى الاعضاء الاخرى عبر الاوعية الدموية او الليمفاوية. كما تقترح النظرية الوراثية ان قابلية الاصابة بالمرض ناتجة عن وجود نوع من الجينات الهيئية للاصابة متوارثة في بعض العائلات. تقترح نظرية اخرى وجود مخلفات لبعض الانسجة الجينية التي تتحول بعدئذ الى نسيج اندومتريوزي. التشخيص يعتبر تشخيص الاندومتريوسز غير مؤكد حتى يتم اثباته بعملية تنظير البطن، وهي عملية بسيطة تجرى تحت التخدير يتم خلالها نفخ البطن بغاز ثاني اوكسيد الكربون حتى يتسنى للجراح مشاهدة وفحص اعضاء البطن بسهولة يتم هذا بادخال منظار البطن "وهو مكون من انبوبة تحتوي على مصدر ضوئي" خلال ثقب جراحي صغير في جدر البطن بتحريك النظار في مختلف الاتجاهات يتمكن الجراح من الفحص الكامل والدقيق لاعضاء البطن ومن رؤية زوائد الاندومتريوسز. العلاج رغم تنوع طرق علاج الاندومتريوسز على مدى السنين، الا ان العلاج المؤكد لم يكتشف حتى الان. يعتقد البعض ان استئصال الرحم والمبيض هو العلاج الشائع الا ان الابحاث قد اثبتت استمرار او رجوع الاندومتريوسز في نسبة كبيرة من النساء اللاتي خضعن لهذه العملية مما يستدعي ضرورة معرفة النساء للخطوات الواجب اتباعها لحماية انفسهن عادة ما تستعمل المسكنات لتخفيف حدة الالم في الاندومتريوسز وبينما يستهدف العلاج بالهرمونات ايقاف عملية الا باضة لاطول فرة ممكنة املا في وقف المرض خلال فترة العلاج احيانا لعدة اشهر او سنوات بعد العلاج تشمل هذه المعالجة الهرمونية الاستروجين مع البروجسترون، البروجسترون وحدة، مشتق النستسترون "دنازول" وعلى دواء جديد. GNRHanalogues وهو هرمون مانع لافراز الجونادوتروفين. وكما يحدث في كل حالات المعالجة الهرمونية قد تتسبب هذه الهرمونات في بعض الاعراض الجانبية عند بعض النساء وحيث ان اكثر ما يؤدي الحمل الى تحسن مؤقت في اعراض الاندومتريوسز ونظرا لتزايد حالات حدوث العقم مع طول مدة المرض ننصح النساء المصابات بعدم تأجيل الحمل الا ان هناك الكثير من المشاكل مع وصف الحمل كعلاج للاندومتريوسز واهمها عدم استعداد الام لاخذ قرار الحمل، ويعتبر هذا من اهم القرارات في الحياة بالاضافة لاحتمال عدم توافر المحيط الملائم لتربية الاطفال كسوء الحالة المادية او عدم وجود الزوج او غير ذلك هذا عدا احتمال كونها قد اصبحت مصابة بالعقم، هناك عوامل اخرى قد تسبب في صعوبة قرار او تجربة الحمل فقد لوحظ زيادة نسبة الحمل خارج الرحم والاجهاض عند مرضى الاندومتريوسز كما اثبتت احدى الدراسات زيادة صعوبات الحمل والوضع عند هؤلاء المرضى. تشير الدراسات ايضا الى وجود علاقة بين الاندومتريوسز وقابلية الوراثة العائلية فقد لوحظ زيادة نسبة الاصابة بالمرض وزيادة المشاكل الصحية المتعلقة به في اطفال النساء المصابات به. في بعض الحالات يتم استئصال زوائد الاندومتريوسز بطريقة جراحية اما بفتح البطن او بالمنظار وقد يؤدي ذلك الى تخفيض هذه الاعراض او اقامة فرصة الحمل في بعض الحالات الا ان معاودة المرض شائعة كما هو الحال في العلاج بالطرق الاخرى، لقد اصبحت الجراحة من خلال المنظار هي الطريق السائدة بدلا من جراحات البطن الكبرى. اما في الحالات الشديدة فقد ينشط الاندومتريوسز باستعمال الاستروجين كعلاج تمريض او باستمرار افرازه حتى بعد الجراحة الجذرية او سن اليأس لهذا يتقرح بعض الخبراء عدم استعمال الهرمونات البديلة لفترة قصيرة (2 9 اشهر) بعد استئصال الرحم والمبيضين لمعالجة الاندومتريوسز.