أصبحت أتعاطف كثيرا مع سكان الحي الذي أقطنه، ويزداد تعاطفي مع سيارات أهل الحي، واكاد ان اصاب بنوبة غضب تعاطفا مع طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية وهم يسيرون وسط مرتفعات ومنخفضات غير طبيعية تسبب فيها مقاولون تركوا ممرات الحي وشوارعه تحتلها المعدات والحواجز «والمطبات».. تلك كانت وجهة نظر جاري المحتمس دائما لخلق أجواء حميمية داخل الحي وبين ابنائه .. شكوى جاري ليست الوحيدة ولكنها ربما تكون المحظوظة التي وجدت من يتعاطف معها وينصت لها، لذلك فقد تحدث بكل صيغ الغضب تجاه مشاريع تطوير الحي ونال الاعلام نصيبا من عبارات الغضب بصفته «لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم» تجاه تصرفات المقاولين، سمعت له وكنت متأكدا ان جاري العزيز لم يعلم ان تلك المشاريع ليست مشروعا واحدا تتحكم فيه جهة واحدة، بل هي فوضى مشاريع تدير كفتها العديد من الجهات بدون تنسيق رغم اجتماعات «التنسيق» ودون تخطيط رغم اجتماعات «التخطيط»!!.. فجأه يستيقظ ابناء الحي ليروا مقاولا اقتحم حيهم بمعداته دون اشعار مسبق لينفذ مشروع اعادة سفلتة الطريق، ويقضي وقتا كبيرا للتنفيذ تتخللها ايام راحة – لانشغاله بأحياء اخرى – وبعد ان ينتهي يتنفس ابناء الحي الصعداء .. أيام قليلة ويتفاجأون بمقاول أخر يقتحم الحي بمعداته لتنفيذ مشاريع كهرباء في نفس الشارع ويقضي اياما طويلة ومايلبث خلالها ان يدخل على الحي في مكان آخر مقاول يعمل على تنفيذ مشاريع للمياه، وهكذا كل إدارة ومقاول لها نصيب في ازعاج اهل الحي بطريقة فوضوية غير منظمة ولايتم فيها اشعار اهل الحي بأي وسيلة سوى لوحة يعلوها الصدأ كتب عليه «نعمل لمصلحتكم ونأسف لإزعاجكم!» ففوضى المشاريع داخل الأحياء تحتاج إلى تنسيق بين الجهات وتحتاج إلى تعامل أكثر تفاعلية مع السكان، وأن يتم وضع لوحات إرشادية تتحدث عن موعد بدء المشروع وموعد انتهائه ومقاوله والجهة التي تنفذه.. ففوضى المشاريع داخل الاحياء تحتاج الى تنسيق بين الجهات وتحتاج الى تعامل اكثر تفاعلية مع السكان، وان يتم وضع لوحات ارشادية تتحدث عن موعد بدء المشروع وموعد انتهائه ومقاوله والجهة التي تنفذه.. اما الاعلام فهو قد تحدث كثيرا حول فوضى المشاريع، وكذلك المقاولون تحدثوا حتى بحت اصواتهم حول طريقة ترسية المشاريع والدفعات التي يتلقونها، والمشاكل التي تحدث بين اكثر من مقاول منتمين لجهات عدة تعمل في مكان واحد ...انها الفوضى الواضحة التي تحتاج الى تنسيق واقع لا «ورقي» .. وحول فوضى المشاريع تظهر مشكلة اخرى تحتاج الى صفحات من الحديث حول مقاولي الباطن ومايحدثونه من سوء عمل في البنية التحتية، وما تحدثه ايضا من تسرب مالي لايعود بالفائدة على الوطن ..وحتى لا اصاب بنوع من الاحباط كما اصيب جاري اقف عند هذا الحد..والله من وراء القصد.. *رئيس القسم الاقتصادي [email protected]