لم تكن حال هذا النادي وقتها تماثل حال الأندية الكبرى في امكانياتها ومكانتها.. وليست حال الاندية الاخرى في الاحساء بأحسن مستوى من هذا النادي الصغير ماديا الكبير بشريا الذي يحتوي بجانب نشاطه الرياضي المتنوع من كرة قدم وغيرها وصولا الى العاب القوى على نشاطات ثقافية متميزة دالة على وعي اعضائه وادارته برئاسة الاستاذ عامر العامر وعضوية الاساتذة محمد الحزيمي وعبدالعزيز العجب وعبدالعزيز اليوسف التي تعطي النشاط الثقافي اهتماما واضحا يميز النادي عن غيره من الاندية المعاصرة في اواسط الستينات الميلادية وبدقة اكثر كانت به مكتبة عامرة بالكثير من الكتب المتنوعة ومعرض تشكيلي دائم ضم العديد من اللوحات الجميلة لرواد الحركة التشكيلية لدينا كالاستاذ سعد الشليل الذي يعد من ابرز الفنانين آنذاك والاساتذة محمد الصندل وصالح التنم وعباس مدني وابراهيم المرابيع والسعدون. وفرقة موسيقية متطورة ضمت العديد من الفنانين امثال عبدالرحمن المصنوع، صالح الخميس، سعد الجوف، احمد الحويل، فهد الجويسر، النيل، الصويتي عبدالعزيز، وغيرهم من الفنانين البارزين في تلك المرحلة التي تجد فيها كل فنان مولع بفنه يعطيه من همه الكثير بشكل لافت ولذلك برز منهم نخبة جيدة تركت اثارها لاحقا واثرت في نسبة غالبة من شباب الصالحية بحيث نلاحظ بروز مجموعة من الكتاب والفنانين والادباء يدينون بالفضل لهذا النادي العريق الذي يعتمد على الثقافة كرافد يمنح النادي تميزه وخصوصيته المختلفة عن الاندية الاخرى التي تولى الرياضة.. فقط اهتمامها الاكبر خلاف هذا النادي المميز في عطائه الثقافي والفني على وجه الخصوص بحيث ذاع صيته باقامة احتفالاته الفنية المتنوعة وعنايته الفائقة بالنشاط المسرحي وعروضه السينمائية التي ترعاها شركة ارامكو التي تسعى دائما الى تقديم خدماتها الاجتماعية من خلال عرض بعض الافلام الهادفة التي تدعو الى الرقي بالصحة والنظافة والتعليم وخدمة الجوانب البيئية الاخرى وكذلك قيامها بعرض بعض الافلام التاريخية التي تتحدث عن تاريخ المملكة وتطورها العمراني وتاريخ مؤسسها الملك عبدالعزيز رحمه الله. وبجانب هذا الزخم الثقافي الذي يعد من اهم سمات هذا النادي نلاحظ ان نشاطه الرياضي لا يقل عنه قيمة والذي يمكن ان نتبينه بوضوح في لعبة كرة القدم والشهرة التي تمتع بها بعض لاعبيه وكان منهم: عمر العبيدي، ابراهيم المرزوق، ابراهيم الجاسم، سعد الميداني، عباس مدني، حمد العريفي، عبدالله الصقر، عبدالعزيز التركي، ابراهيم النصيب، عبدالعزيز المرجان، والعجب (مدرب الفريق) وغيرهم. ولابد من ذكر بعض من تاريخ هذا النادي كما جاء في كتاب الدكتور عبدالله السبيعي (اكتشاف النفط واثره على الحياة الاجتماعية في المنطقة الشرقية) حيث تحدث ان (نادي الكفاح تأسس عام 1378ه - 1958م وبعد ان دمج النادي في نادي هجر عمد بعض لاعبيه بصفة غير نظامية الى تشكيل ناد جديد سمى (نادي الصالحية) برئاسة عامر العامر) ولكن الدكتور السبيعي لم يذكر ان نادي الصالحية سمي قبل ذلك (بنادي الوحدة) وبعد الاعتراف الرسمي به سمي بنادي الصالحية بحيث صار منافسا تقليديا لنادي هجر. وبعد فترة من نشاطه تم الاستغناء عن نادي الصالحية وشطبه من سجل الاندية الرسمية عام 1387ه - 1967م لظروف غير مقنعة او كافية لشطب هذا النادي المنافس الذي ترك حرقة والما في نفوس سكان الصالحية بعد اغلاق ناديهم الذي كانوا يعقدون عليه آمالا كبيرة!!