تمكن العلماء في وزارة الصناعة الفيدرالية الأسترالية من تطوير تقنية جديدة لإنتاج الطاقة من نفايات التعدين ومناجم الفحم , تساعد في تقليل مستويات غازات البيت الزجاجي المسؤولة عن ظاهرة السخونة العالمية , وتوفير الكثير من الأموال لشركات التعدين العاملة في المناجم. وقال الباحثون في مركز كوينزلاند للتكنولوجيا المتقدمة, إن نظام التوربين المهجن بالفحم والغاز يولد الطاقة الكهربائية من نفايات الفحم والغاز التي تلوّث الغلاف الجوي, مشيرين إلى أن هذه الطريقة تتفوق على التقنيات الحالية وتستخدم حوالي 1.2 ميغاواط من الغاز والفحم المهجن. وأوضح هؤلاء أن نظام التوربين الذي يحرق نفايات الفحم والميثان لتوليد الكهرباء التي يمكن أن تستخدم لتشغيل عمليات التعدين أو تعاد إلى الشبكة الرئيسة للاستهلاك العام, يهدف إلى تقليل انبعاثات غازات البيت الزجاجي من مناجم الفحم بنحو 75 في المائة على مدى العشرين سنة القادمة. وأشار الخبراء إلى أن هذه التقنية تعمل بحرق الفحم وغاز الميثان في تنور لإنتاج هواء ساخن يمر عبر وحدة تبادل حرارية خاصة, لتشغيل توربين الغاز الذي يولد الكهرباء, موضحين أن استخدام تنور مع توربين غاز ذو تشغيل خارجي, يسمح بتطوير نظام بسيط ولكنه عالي الفعالية وأقل تكلفة من الأنظمة المشغلة بالبخار, لأنه لا يحتاج إلى أنظمة معالجة المياه أو المكثفات أو أبراج تبريد أو أنظمة المعالجة بالضغط العالي. وحسب تقديرات العلماء, فإن الانبعاثات الغازية من مناجم الفحم الموجودة تحت الأرض تساهم في حوالي 5.7 في المائة من أصل 6.7 في المائة من الانبعاثات الغازية الكلية السنوية في أستراليا الناتجة عن عمليات تعدين الفحم. ونبه المسؤولون إلى أن مناجم الفحم الأسترالية تنتج حوالي 800 ألف طن من النفايات سنويا, وهو أمر مكلف لشركات التعدين ويشكل 8 في المائة من ميزانيتها العامة, ولكن بإعادة معالجة هذه النفايات وإعادتها إلى نظام التوليد على شكل طاقة بواسطة التقنية الجديدة, فإنه سيتم توفير ملايين الدولارات سنويا للصناعات الأسترالية. وأفاد خبراء الصناعة أن التوربين الجديد لن يقلل الانبعاثات المتطايرة والسريعة من مناجم الفحم فقط , ولكنه سيقلل آثار غازات البيت الزجاجي الحالية من خلال استبدال مئات الميغاواط من الكهرباء المستخدمة أصلا في شبكات الطاقة , بالكهرباء الناتجة عن حرق الميثان الذي يقل في تأثيره عن غازات البيت الزجاجي الأخرى بحوالي سبع مرات.