اقر نائب وزير الخارجية الاسرائيلي ميخائيل ملكيور أمس الاحد في حديث للاذاعة الاسرائيلية العامة بان (اسرائيل ساعدت جويد الغصين الذي يتهمه الفلسطينيون (باختلاس) مبالغ مالية كبيرة من صندوق منظمة التحرير ونقل الى غزة قبل عدة اشهر .. على اللجوء الى لندن).. في اعتراف ضمني بتهريبه إلى خارج مناطق السلطة الفلسطينية . واوضح ملكيور (استجبنا لطلبات منظمات انسانية دولية مختلفة لاسيما لمنظمة العفو الدولية ومنظمات دينية، وساعدناه على الرحيل عبر مطار بن غوريون الدولي في تل ابيب. وكان للاردن وبريطانيا علاقة بهذه الجهود).. مضيفا (كان هذا الرجل مريضا للغاية وكان لا بد ان يتلقى العناية الطبية في لندن. لم يكن هناك اي موجب لكي تمنعه السلطة الفلسطينية من المغادرة. على كل حال لم تتهمه ابدا بصورة رسمية بالاختلاس). من جهته ، نفى جويد الغصين العضو السابق في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمتهم في قضايا مالية أن يكون (هرب) الى لندن، وفيما اتهم الرئيس الفلسطيني ب(الفساد)، فقد أقرت إسرائيل بأنها ساعدته على (اللجوء) الى العاصمة البريطانية. وقال الغصين في مقابلة صحفية انه (ابلغ هاتفيا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات نيته بالسفر) كما أن مسؤول ملف القدس في السلطة الفلسطينية سري نسيبة ابلغ عرفات بواسطة الفاكس (بالترتيبات التي أجراها جويد للمغادرة عن طريق مطار اللد الى لندن). وكان مصدر أمنى فلسطيني رسمي قد أعلن الجمعة أن جويد الغصين هرب الى لندن. واعتبر الغصين (ان المصدر الذي تحدث عن هروبه غير مطلع على حقيقة الأمر). وقال (هذا شيء عادي في اوساط السلطة الفلسطينية التي من المعروف ان اجهزتها تفتقر للتنسيق فيما بينها). يذكر ان وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) نشرت الجمعة بيانا عن مصدر امني يؤكد ان (جويد الغصين نقل الى مستشفى المقاصد في القدس لتلقي العلاج ولكننا فوجئنا بوصوله الى لندن عن طريق مطار بن غوريون (الاسرائيلي) بجواز سفر اردني). وأضاف المصدر نفسه ان ذلك يعتبر (مخالفا للترتيبات المعمول بها بخصوص اقامته في المستشفى الامر الذي يعتبر هروبا). وأشار الى ان الغصين (عليه حكما بسداد المبلغ الذي اختلسه وبخروجه بهذه الطريقة فانه يكون قد ارتكب فعلا مخالفا للحكم الصادر بحقه وبالقوانين المرعية خاصة وانه وصل الى غزة بجواز سفر فلسطيني). من ناحية اخرى اكد الغصين الذي وصل الى لندن الخميس الماضي (ان المحكمة العليا في ابو ظبي، اعلى هيئة قضائية في الامارات العربية المتحدة، اصدرت حكما في نوفمبر الماضي بالغاء قراري المحكمة الابتدائية ومحكمة الاستئناف ضده وانها برأت ذمته من تهمة الاختلاس التي ما زال المصدر الأمني الفلسطيني يتحدث عنها). وكانت السلطة الفلسطينية قد رفعت دعوى قضائية على الغصين امام احدى محاكم ابوظبي متهمة اياه بالامتناع عن تسديد قرض بقيمة 5ر6 مليون دولار يعود الى العام 1991 حصل عليه من الصندوق الوطني الفلسطيني.. وفي يونيو 2000 حكمت عليه المحكمة نفسها بدفع 13 مليون دولار الى منظمة التحرير الفلسطينية تمثل المبلغ مع فوائده. يذكر ان الغصين المقيم في الامارات العربية المتحدة اعتقل في ابريل الماضي في ابوظبي وتم تسليمه الى السلطة الفلسطينية. وكان الغصين، المسؤول المالي السابق في منظمة التحرير الفلسطينية، قد اتهم مرارا السلطة الفلسطينية بانها (اختطفته). وقد اتهم الغصين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالفساد، وقال في حديث اجرته معه صحيفة (يديعوت احرونوت) الاسرائيلية في لندن (لقد اكتشفت كيف اخذ المال الذي قدمته الدول المانحة الى الشعب الفلسطيني ليضعه في حسابه). وكتبت يديعوت احرونوت ان الرئيس السابق للصندوق الوطني الفلسطيني الذي كان بمثابة وزارة المالية، اودع شخصيا نصف مليار دولار في حسابات مصرفية سرية للرئيس الفلسطيني. واضافت الصحيفة ان الغصين كان يقتطع كل شهر من الصندوق الوطني الفلسطيني مبلغ 5ر7 مليون الى 8 ملايين دولار اميركي لايداعه في حساب عرفات الشخصي. وقال الغصين للصحيفة (لم يكن هناك ابدا اي توزيع واضح للمهام بين قادة منظمة التحرير الفلسطينية ومسؤولي السلطة الفلسطينية والقضايا المتعلقة بالمسؤوليات عن حسن الادارة تبقى اذن بدون جواب). واضاف (لقد طلبت باستمرار ولكن دون جدوى اجراء اصلاحات واحترام مبدأ الشفافية وعندما قدمت في اخر المطاف استقالتي من مهامي في العام 1996 حذرت الدول المانحة من هذا الوضع لانني لم استطع بكل بساطة الاستمرار بتحميلي مسؤولية اختفاء الاموال).