هو المتلمس جرير بن عبد المسيح من بني ضبيعة وأخواله بنو يشكر وكان ينادم عمرو بن هندٍ ملك الحيرة وهو الذي كان يكتب له إلى عامل البحرين مع طرفة بقتله وكان دفع كتابه إلى غلامٍ بالحيرة ليقرأه فقال له: أنت المتلمس قال: نعم قال: فالنجاء فقد أمر بقتلك فنبذ الصحيفة أَلءقَيءتُها بالثِّنءىِ من جَنءبِ كافِر ٍكذلِكَ أُفءنِى كلً قِطٍ مُضَلًل رَضِيتُ لها بالماءِ لمَا رَأَيءتُها يَجُول ُبها التَيَار في كلِ جَدءوَلِ وكان أشار على طرفة بالرجوع فأبى عليه فهرب إلى الشام فقال: مَنء مُبءلِغُ الشُعَرَاءِ عن أَخَوَيءهِم ُخَبَرًا فتَصءدُقَهُمء بذاكَ الأَنءفُسُ أَوءدَى الذي عَلِقَ الصَحِيفة منهما ونَجَا حِذَارَ حِبائِهِ المُتَلَمِسُ أَلءق الصَحِيفَةَ لا أَبا لكَ إِنَه يُخءشَى عليك من الحِباءِ النِقءرِسُ وسمي المتلمس بقوله: وذاكَ أَوَانُ العِرءضِ جُنَ ذُبابُه ٌزَنَابِيرُهُ والأَزءرَقُ المُتَلَمِسُ وكان ينادم عمرو بن هند ملك الحيرة هو وطرفة بن العبد فهجواه فكتب لهما إلى عامله بالبحرين كتابين أوهمهما أنه أمر لهما فيهما بجوائز وكتب إليه يأمره بقتلهما! فخرجا حتى إذا كانا بالنجف إذا هما بشيخ على يسار الطريق يحدث ويأكل من خبزٍ في يده ويتناول القمل من ثيابه فيقصعه! فقال المتلمس: ما رأيت كاليوم شيخاً أحمق! فقال الشيخ: وما رأيت من حمقى أخرج خبيثاً وأدخل طيباً وأقتل عدواً أحمق مني والله من حامل حتفه بيده! فاستراب المتلمس بقوله وطلع عليهما غلامٌ من أهل الحيرة فقال له: المتلمس: أتقرأ يا غلام قال: نعم ففك صحيفته ودفعها إليه فإذا فيها: أما بعد فإذا أتاك المتلمس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حياً فقال لطرفة: ادفع إليه صحيفتك يقرأها ففيها والله ما في صحيفتي فقال قذفت بهاالبيت وأخو نحو الشام وأخذ طرفة نحو البحرين فضرب المثل بصحيفة المتلمس. وحرم عمرو بن هندٍ على المتلمس حب العراق فقال: وأتى بصرى فهلك بها وكان له ابنٌ يقال له عبد المدان أدرك الإسلام وكان شاعراً وهلك ببصرى ولا عقب له. قال أبو عبيدة: واتفقوا على أن أشعر المقلين في الجاهلية ثلاثةٌ: المتلمس والمسيب بن علسٍ وحصين بن الحمام المري. الصيعرية سمةٌ للنوق لا للفحول فجعلها لفحل ٍ. وحينما سمعه طرفة قال :استنوق الجمل! فضحك الناس وسارت مثلا. وأتاه المتلمس فقال له: أخرج لسانك فأخرجه فقال: ويلٌ لهذا من هذا يريد: ويلٌ لرأسه من لسانه. ويعاب قوله: وهذا من الكذب والإفراط. ومثله قول رجل من بني شيبان: كنت أسيراً مع بني عم لي وفينا جماعة من موالينا في أيدي التغالبة فضربوا أعناق بني عمي وأعناق الموالي على وهدةٍ من الأرض فكنت والله أرى دم العربي ينماز من دم المولى حتى أرى بياض الأرض بينهما فإذا كان هجيناً قام فوقه ولم يعتزل عنه ويتمثل من شعره بقوله: وأَعءلَمُ عِلءمَ حَقٍ غَيءرَ ظَن وتَقءوَى اللَهِ من خَيءرِ العَتَادِ لَحِفءظُ المالِ أَيءسَرُ مِنء بُغَاه ُوضَرءبٍ في البِلادِ بغَيءرِ زَادِ وإِصءلاحُ القَليلِ يَزيدُ فيه ولا يَبءقَى الكثيرُ على الفَسَادِ