تتركز أفكار القلقين من تصاعد استهلاك البلاد من الطاقة فيما يبتلعه النقل والتكييف من براميل نفط مكافئة، لكن ثمة استهلاك أكثر خطورة وهو ما تلتهمه أفواهنا أو بتعبير أدق أمعاؤنا من الطاقة. لست من المغرمين بالهمبرجر إجمالاً وخصوصاً في المطاعم المسماة ب»السريعة» فهذه تصيبك بسوء هضم دون مواربة؛ بأن تبيعك همبرجر لا يقوى على إتمام أكله إلا الرجل النهم بما يبرر كتابة تحذير عليه «للبالغين فقط». كما أني لا أجد فرقاً بين هذا «التل» من اللحم والخبز السميك والصلصات بكل ألوان قوس قزح وبين المنشطات التي توضع عليها علامات استفهام. لعل الفرق أن سندويشات الهمبرجر تحدث الانتفاخ بالتدريج بوتيرة أقل من تلك المنشطات، لكن النتيجة واحدة، وأن سندويشات الهمبرجر المُدبلة تُحدث الانتفاخات على شكل التفافات ضخمة وبروزات في الجسم تعيق حركته وتدفع عنه شبهة الجمال. والبعض لا يكفيه تناول هذه يبدو أن هناك من يُصرّ أن «ينفخ» الجيل القادم بالسكريات والدهون، فيدمن الصغير على وجبات «سعيدة»، فما أن يكبر قليلاً حتى يدخل عالم الهمبرجر المُدعم بالصلصات والزبدة والمايو، وبعدها مرحلة المندي المطبوخ بالسمن. السندوتشات «المبتكرة» فيدفعها دفعاً في المريء بتجرع عبوات – نعم عبوات جمع عبوة - من مشروبات الطاقة! لماذا؟ لماذا يفعل أي شخص بنفسه كل هذا؟ تجده يتناول وجبات بسعرات قد تتجاوز 1500 سعرة! ولا أنفي التهمة عن نفسي فما زلت أذكر أول سندويش همبرجر في أرامكو، ثم كيف كنا نسري جماعات من سكن الجامعة إلى مطعم همبرجر في الخبر لنأكل همبرجر مقليا والكثير من الفرنش فرايز. وما زال الزبائن يصطفون ويتزاحمون على محلات الهمبرجر والدجاج المقمرش والبتزا ومحلات المندي والمضغوط، بل على محلات الطعام بكل أنواعها وأشكالها. وإذا تجاوزنا السعرات الحرارية، لكن ماذا عن النظافة؟ مَن يذهب إلى مطعم «ماركة عالمية» يتوقع أن هناك حدّا أدنى من النظافة ومعايير اعداد الطلب وتقديمه والتعامل مع الزبون. هذا ما قد يتوقعه الواحد منا أما الواقع فشيء آخر. اضطررت لزيارة أحد هذه المحلات مؤخراً، ولاحظت أن عمال المطعم يلبسون كفوفاً «كانت» معقمة؛ فهم يحاسبون وينظفون ويفعلون كل شيء ثم يلمسون الطعام باعتبار أن الكفوف البلاستيكية التي يلبسونها مضادة للاتساخ تبقى نظيفة معقمة! المأزق إذاً أننا أمام: طعام مُشبع بالدهون، تعوزه النظافة، ويباع بأسعار عالية، فهل يوجد «أحشف» من هذا الكيل؟! يبدو أن هناك من يُصرّ أن «ينفخ» الجيل القادم بالسكريات والدهون، فيدمن الصغير على وجبات «سعيدة»، فما أن يكبر قليلاً حتى يدخل عالم الهمبرجر المُدعم بالصلصات والزبدة والمايو، وبعدها مرحلة المندي المطبوخ بالسمن الحيواني المشبع لزوم الطعم والنكهة. هل حان الوقت ليخرج أخصائيو التغذية من مخابئهم بمأزرة البلديات وزارة الصحة - جناح الوقاية، نحن بحاجة لحملة وطنية للانقاذ الغذائي. @ihsanbuhulaiga :تويتر