الأمطار الغزيرة التي شهدتها جدة الخميس الماضي أعادت إلى الأذهان صور كارثة السيول التي ضربت المدينة قبل عام مياه امطار تأثرت المنطقة التاريخية بجدة بالأمطار التي شهدتها المدينة مؤخرا مما أدى إلى الإعلان عن احتمال انهيار أحد المنازل التاريخية بالمنطقة وتشكيل فريق عمل يضم بعضويته بلدية جدة التاريخية والدفاع المدني وفرقا صغيرة قامت بتحذير سكان بعض المباني المجاورة للمنزل التاريخي والطلب منهم الإخلاء الفوري لمنازلهم حفاظا على حياتهم. وهرعت فرق الانقاذ التابعة للدفاع المدني الى الموقع التاريخي عقب تلقي غرف العمليات التابعة للدفاع المدني بلاغا من مسئولي المنطقة التاريخية حول احتمالية تعرض المنزل التاريخي للانهيار وتبين لهم خلو المنزل من السكان كونه مهجورا ومصنفا من المنازل التاريخية. وأكد الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة الرائد عبدالله العمري إخلاء ثلاثة منازل مجاورة للمنزل التاريخي حفاظا على حياة قاطنيها منوها إلى تطويق الموقع بسياج واق تحسبا لأي طارئ ولفت إلى أن عملية إخلاء السكان كانت عن طريق موظفي بلدية جدة التاريخية والسكان أنفسهم قبل إبلاغ الدفاع المدني الذي حضر إلى الموقع بفرق إنقاذ لمعاينة المبنى وتسليمه للأمانة . والمنزل التاريخي المعرض للانهيار مكون من دورين والمنازل المجاورة له والتي تم إخلاؤها مأهولة بالسكان حيث يقطن بالمبنى الأول المكون من اربعة ادوار 17 شخصا جميعهم من الجنسية الباكستانية و15 شخصا من الجنسية الصومالية بالمنزل الثاني المكون من ثلاثة ادوار و14 شخصا من جنسيات صومالية واندونيسية في المبنى الثالث المكون من ثلاثة ادوار أيضا . وعلى صعيد متصل لازالت مياه الأمطار المتجمعة تحاصر سكان أهالي الأحياء الجنوبية بمدينة جدة، وتقف عائقاً أمام تحرك ساكني تلك المناطق حيث اشتكى عدد كبير منهم من تجمع المياه بنسب عالية أمام منازلهم. الأمطار الغزيرة التي شهدتها جدة الخميس الماضي أعادت إلى الأذهان صور كارثة السيول التي ضربت المدينة قبل عام ووفقاً لشهادات أهالي جنوبجدة فإن مياه الأمطار تملأ شوارع أحياء النزلة والطرقات الضيقة داخل أزقتها متسببة في صعوبة حركة المركبات وتسرب المياه الى داخلها مما ادى الى ازدحامات حيث نجمت عنها فوضى مرورية. ويتخوف أهالي تلك الأحياء أن تبقى مياه الأمطار متجمعة لفترات طويلة، دون تدخل الأمانة لشفطها مما يوقعهم بمشكلات صحية وبيئية . ويقول سعيد عبد الرحمن يمني الجنسية: إنه يقطن شارع المحجر منوها الى تراكم مياه الأمطار وسط أزقة الحي الضيقة إلى مستويات تعيق الحركة وتسربها الى داخل المساكن و السيارات،عازياً السبب إلى أن غالبية المباني قديمة ويصعب صمودها في وجه الأمطار». وأكد أن سقوط الأمطار باتت تشكل هاجساً مرعباً لهم، كون حيهم لايتحمل تداعيات سقوط أمطار فوق المتوسطة لقدم مبانيه ولعدم وجود شبكات تصريف مياه الأمطار. وأبدى عبد الرحمن تشاؤمه حول امكانية تغير وتطوير تلك الأحياء بقوله «مر عام ولم يتغير شيء، ولازال الحال كماهو عليه، ونتوقع المزيد من الكوارث والأضرار بسبب الأمطار. واضاف:»إن الأمطار الغزيرة التي شهدتها جدة الخميس الماضي أعادت إلى الأذهان صور كارثة السيول التي ضربت المدينة قبل عام، «. ويقول صالح عوض مقيم سوداني يسكن حي النزلة اليمنية «قدمت إلى الحي منذ مايقارب 20 عاماً، واختياري له بسبب قربي من عملي بالمدينة الصناعية، إلا أنني كمقيم في الحي، عانيت من تداعيات الأمطار التي تسربت مياهها الى منزلي «. فيما لازالت جهود الدفاع المدني وأمانة جدة منصبة لإزالة تداعيات الأمطار في مناطق شرق جدة، بينما أكدت أمانة جدة أن عملية شفط مياه الأمطار ستمشل جميع المناطق المتضررة. من جهة أخرى ومع توجه سكان حي أم الخير مقاضاة رجل أعمال وأمانة جدة لتورطهم في شراء مساكن داخل مجاري السيول برزت وجهات نظر مختلفة بين مختصين قانونيين حول من يتحمل المسؤولية والتعويض . مسكن تراثي مهدد بالانهيار وتقول المحامية فريال كنج بهذا الصدد إن المسؤولية تتحملها الأمانة والبلديات التي سمحت بهذا المخطط وأصدر رخص بناء له في حين لا يتحمل رجل الأعمال أي مسؤولية بصفته كمستثمر وحاصل على تراخيص لإقامة مبان سكنية وعرضها للبيع . و قال رئيس لجنة المحامين بالغرفة التجارية الصناعية بجدة الدكتور ماجد قاروب: ان العملية مشتركة لكل من ساهم في هذا المخطط من البلديات والمحاكم التي أصدرت صكوك الاستحكام ورجال الأعمال وكل من له دور في ذلك يعتبر مسؤولا وتتوزع عليه حقوق المتضررين ونسبة التوزيع يحددها القضاء . وحول تحميل البعض المسؤولية للأمانة التي رخصت البناء في تلك المواقع قال قاروب: المسؤولية مشتركة لكل من له دور في ذلك وقول إن رجل الإعمال حصل على تراخيص وقام بالبناء وبيعها لا يعفيه من المسؤولية والتعويض للمتضررين . الجدير بالذكر أن عددا من السكان قرر التوجه إلى الجهات القضائية للمطالبة بالتعويض عن الإضرار التي لحقت بهم من السيول واكتشافهم أن الموقع داخل مجرى السيل .