مدينة بقيق.. عرفت كموقع مهم في صناعة واستخراج الزيت في بلادنا الحبيبة.. عمرها أقل من نصف قرن، خططها القائمون على شركة أرامكو آنذاك، لتكون للعاملين في الشركة، في ذلك الموقع كانت البداية بسيطة كما يذكرها أحد أبناء بقيق، التطور استلزم التغيير فمن العشش الى الخيام الى تخطيط المدينة بشكل نهائي وتمليك اراضيها لعمال الشركة ومهندسيها. ومن مدينة كانت تعاني التلوث الى مدينة اينما نظرت فيها تقع عينك على الخضرة والجمال. "اليوم" التقت عدد من سكان بقيق للتعرف على مدينتهم أكثر.. مدينة تحيط بها 40 هجرة في البداية التقت "اليوم" عمدة بقيق "سالم خالد الشدي" الذي ذكر ان عدد سكان المدينة يتراوح بين 45 الف الى خمسين الف نسمة وذكر الشدي ان هناك احصائيات قديمة تقول ان عدد سكان بقيق حوالي سبعين الف نسمة. وذكر الشدي ان عدد الهجر التابعة لمحافظة بقيق حوالي 40 هجرة وبالمدينة مستشفى حكومي يتسع الى 30 سريرا ومستوصفين حكوميين وثلاثة مستوصفات خاصة. وبين الشدي ان مدينة بقيق تفتقر الى ناد رياضي ليمارس شباب المدينة هواياتهم الرياضية والثقافية في هذا النادي وذكر ان المدينة كان بها ناد رياضي بسيط اسسه أبناء المدينة باشتراك أعضاء النادي الموظف 100 ريال والطالب 35 ريالا لكن هذا النادي لم يستمر وأمل أبناء بقيق أن تنشىء الرئاسة العامة لرعاية الشباب ناد في بقيق للاستفادة من الطاقات الشابة الموجودة في هذه المحافظة التي لا تجد المكان المهيأ لممارسة نشاطاتها. علاة ابا القعدان "اليوم" التقت واحدا من أقدم الساكنين في مدينة بقيق "مسعد بن ناصر المري" الذي ذكر ان اسم المدينة قديما "علاة أبا القعدان" وكانت عبارة عن مورد ماء وسميت بذلك لأن الابل كانت ترد عليها وكان سكانها بدو رحل. ويذكر المري انه سكن بقيق من أكثر من خمسين سنة وكانت بقيق في ذلك الوقت عبارة عن مدينة من الصنادق والعشش للعمال العرب الذين كانوا يحضرون السعف لعمل هذه العشش والصنادق من القطيف ومن الاحساء. أما سكن العمال الامريكان فقد كانت بيوتا مجهزة بعيدة عن سكن العمال العرب ويقول المري عندما سكنا هذه المدينة كنا نعتمد على الحطب الذي يحضره البدو لبيعه لمقاول الشركة الذي كان يوزعه علينا حسب الحصص وكان اسم هذا المقاول "محمد بن الدراهم" وكان كل عامل عربي يحصل في نهاية اليوم على حصته من الحطب لاستخدامه في الطبخ. بعد ذلك استبدلت الشركة العشش بالخيام واستمر ذلك حتى وزعت الشركة على العمال البيوت الجاهزة البورتبلات "اللينات". بداية تخطيط المدينة ويذكر المري ان بداية تخطيط مدينة بقيق لم يكن في الموقع الحالي بل خططت شركة ارامكو منطقة تسمى الراجحة وهي تبعد عن الموقع الاصلي لمدينة بقيق بحوالي 14 كيلومترا ورفض العمال السكن في هذه المنطقة لأنهم قد يتأخرون عن أعمالهم وفضل العمال السكن في الخيام والصنادق الى ان أزيلت وخططت مدينة بقيق. سبب التسمية ويرجع المري سبب تسمية (بقيق) الى وجود منطقة تسمة (بقة) الى الشمال من مدينة بقيق الحالية هذه المنطقة عبارة عن منبع ماء وعندما تحضر في هذه المنطقة يبق الماء اي ينبع لذا سميت "بقة" وهذه المنطقة موجودة الى الآن. ويذكر المري انه عند تخطيط مدينة بقيق كان المسئول عن تخطيطها من قبل شركة ارامكو مهندس امريكي وكان معه عرب كبار في السن وقال لهم ماذا نسمي هذه المنطقة قالوا له هذه (بقة) وهذه بقيق اي انثى وذكر او عنزة وتيس ويذكر احد سكان المدينة وهو ابراهيم الشدي ان اسم "بقيق" اطلقه عليها احد المهندسين الأمريكيين. بينما ترجع بعض المصادر اسم (بقيق) الى ان المكان منزل للقوافل وكثرت فيه حشرة البق ولذا اشتق اسم المدينة منه وايا كان سبب التسمية فهو ليس مهما.. المهم ان مدينة بقيق مدينة نشأت بسبب وجود البترول في هذه المنطقة وقد خططت لتكون سكنا لعمال الشركة العاملين في معامل الفرز او في الحقول المحيطة بالمدينة. المدينة التي لا تعرف الظلام ويذكر عدد من سكان بقيق ومنهم سالم الشدي عمدة بقيق وسعد بن ناصر المري وسعد الشدي ان هذه المدينة منذ نشأتها الى الوقت الحاضر تعرفت الى العديد من الحرائق كان اهمها ما يسميه سكان المدينة "حريق الصنادق" الذي قضى على المدينة بأكملها وقد عوضت الحكومة كل من احترق منزله في هذا الحريق كما حدث حريق في احد آبار البترول وخرج سكان بقيق منها بسبب شدة الحرارة الناتجة عن الحريق ولخوفهم من احتراق مساكنهم. ويقول المري ان الميزة التي كانت تتميز بها مدينة بقيق عن غيرها ان لم تكن تعرف الظلام مثل غيرها من المدن فقد كان الليل فيها مثل النهار بسبب عمليات حرق الغاز التي كانت تتم عند استخراج الزيت ويذكر المري انهم كانوا يقصون أثر الابل في منطقة تبعد 20 كم عن بقيق على ضوء المعامل ويبين المهندس سعد الشدي الذي يعمل بشركة ارامكو ان مدينة بقيق كانت تعاني تلوثا شديدا بسبب عمليات حرق الغاز وبعد ان اقامت شركة ارامكو معامل للاستفادة من الغاز خف مستوى التلوث بشكل كبير وأيضا تمت الاستفادة من الغاز كمصدر من مصادر الطاقة. ترحال سعد بن ناصر المري أحد أقدم سكان مدينة بقيق عمل في شركة ارامكو السعودية واحدا وأربعين عاما في بقيق والربع الخالي والخليج والظهران ورأس تنورة واستقر بعد التقاعد في مدينة بقيق يقول عملت في اول بئر في حقل سيبة بالربع الخالي عام 1968 وتنقلت بين جميع مدن المنطقة الشرقية وفي بداية عملي كنت عاملا في الشركة بعدها انتقلت الى قسم اللحام وعملت لحاما 25 عاما. الانتهاء من التلوث سعد الشدي احد أبناء مدينة بقيق الشباب يعمل مهندسا في شركة أرامكو يقول: مدينة بقيق الآن تعتبر من المدن المخططة تخطيطا هندسيا راقيا وقد تحسنت ظروفها بسبب تحسن طرق صناعة استخراج الزيت فقد كانت في الماضي تعاني التلوث أما الآن فقد اصبحت من أنظف المدن اضافة لما يجده الزائر للمدينة من كثافة في الخضرة في جميع شوارعها فقد اهتمت البلدية بالتشجير بشكل كبير مما جعل منازلها محاطة بالخضرة. وأضاف الشدي ان أهم ما تحتاج اليه المدينة هو مكتب للأحوال المدنية في الاشياء المتعلقة لسكان بقيق هو قطع المسافة اما باتجاه الهفوف أو باتجاه الدمام لاضافة طفل او استخراج شهادة ميلاد او استخراج بطاقة وما الى ذلك يمكن ان يوفرها مثل هذا المكتب وكذلك مكتب جوازات وكلية اولاد وكلية بنات اسوة بغيرها من المدن. مدينة عملية فيصل عبيد العتيبي يقول المدينة جيدة ولكنها عملية اكثر من اللازم فلا يوجد بها سوى البيت او العمل لا يوجد متنفس للأهالي لا يوجد بها مجمعات تجارية ولا مدن العاب كما لا يوجد بها متنزهات. يقول العتيبي: لا يوجد بالمدينة سوى خمس حدائق متهالكة ويضيف العتيبي ان هذه المهمة هي مهمة القطاع الخاص فالمدينة بها اعداد لا بأس بها من السكان واغلبهم من اصحاب الدخول الجيدة حيث يعمل معظمهم في شركة ارامكو فلو اقام احد رجال الأعمال بل سيكون مردودها اكثر من ممتاز. نريد ناديا رياضيا كما التقينا احد أبناء مدينة بقيق "طالب سعود الحربي" حيث اكد على أهمية ناد بالمدينة لأن بها طاقات شابة يجب ان تستثمر وأبناء المدينة يتطلعون لذلك كما بين العتيبي حاجة المدينة الى مكتبة عامة يقضي فيها الشباب وقت فراغهم واستثماره فيما يعود عليهم بالفائدة وقال العتيبي هذه اهم ما يحتاج اليه أبناء بقيق حتى يكونوا كغيرهم من أبناء المدن الاخرى. وأضاف العتيبي ان المدينة تحتاج الى مشروع لإيصال الماء الحلو اليها فسكانها يعانون من الماء المالح. المشاريع الترفيهية عدد من سكان بقيق يقولون لا يوجد متنفس لنا سوى شاطىء أرامكو وهو يبعد عنا 40كم كما انه مخصص لموظفي أرامكو ولا يستطيع الكل الدخول اليه. وذكر ان بقيق لا يوجد بها سوى خمس حدائق صغيرة ومتهالكة ولا توفر المتنفس الذي تحتاج له الاسرة او العزاب. مدينة جميلة وجذابة "خليل الشدي" أحد أبناء مدينة بقيق طالب بالثانوية العامة يقول: المدارس في بقيق تحتاج الى صيانة والى اهتمام اكثر من قبل المسؤولية عن التعليم فمدارسنا شبه متهالكة ويضيف خليل ان مدينة بقيق جميلة وجذابة ولكنها تحتاج الى ناد يضم شبابها لممارسة هواياتهم المفضلة. استثمروا فراغ الشباب "مفرح الهاجري" ان أبناء مدينةبقيق يتساءل لماذا لا تقوم رعاية الشباب بافتتاح ناد ببقيق وكذلك بيت شباب حتى يستطيع عدد كبير من الشباب ممارسة هواياتهم بدل الجلوس على الأرصفة أو ازعاج السكان بالتفحيط بسبب الفراغ الكبير الذي يعانون منه.