عزيزي رئيس التحرير الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انهيت الان مقالة الاستاذ الموهوب نجيب الزامل عن التذمر والمنشورة ب "اليوم" حاولت الاتعاظ كثيرا من المقالة واضحكتني قفلتها الاخيرة حتى سقطت الدموع من عيني. فالاستاذ نجيب لا يتركنا نهنأ بالمقالة حتى ينغزنا في قفلات اواخر مقالاته بما يجعلنا نقفز فجأة من جديد لذا احذر قارئه بان يكون يقظا على التمام. ولي مع نجيب جردة حساب اقتنصها فرصة لكي نتطارحها هنا لقد كتب الاستاذ نجيب عن المدينتين الدمام والخبر وايقظ الجميع على شيء مهم وهو الا نتذمر من واقع الحال، او ان نكتفي بوضع المسئولية على شماعة البلديات والجهات المختصة ثم ننام. كانت رسالته واضحة وهي ان نستيقظ نحن ونحافظ على النبع الذي نشرب منه فلا نرميه بالاوساخ لاننا حتما سنعود للشرب منه وقد رد احد القراء على مقالاته الرائعة عن قصة مدينتين بان الاستاذ نجيب استلهم قصته من الصوالين لانه رمز بالماشطة. ولقد اخفق القارئ في حق نفسه لضيق في الخيال.. القصة كانت رمزية من القصص التي كانت جداتنا يروينها لنا في الايام الماضية الجميلة، وتلعب الماشطة دوما دورا رئيسيا في حبكة الحكاية لقد كان الاستاذ الزامل مهذبا فهو لم يخرج بعباءة الناصح، ولكن قال لنا اننا سنكون حضاريين ان حافظنا على مدننا.. وعلى النقيض ان لم نكن كذلك وهي ايضا رسالة للرقي بالخطط الهندسية لتجميل المدن وسينعكس هذا على جمال تصرف الناس. ولقد تداولت المجالس هذه المقالات وفي مجلس من الناس الكرام استمع الاخوان الى رأيي ووافقوني جزاهم الله خيرا على ذلك.. لم يرد الدكتور نجيب ان يخوض في حساسيات التفرقة بين المدن فالماشطة لم تفرق "ولماذا تفرق وهي يهمها ان يكون تمشيطها جيدا امام الجميع؟" واعطانا جميعا مهمة هي ان نهتم بالمحافظة على مدننا ايا كانت هذه المدينة والا فلا نلوم الا انفسنا اولا. وكتب عن الدكتور عبدالرحمن بدوي رحمه الله، ويعجبني ان كاتبنا متنوع القراءة عميق فيها وهذا يفيد ذوق وفكر القارئ، ونعرف انه يحترم القارئ لما يصر على تثقيف نفسه اولا.. على اني ايضا اقرأ للدكتور بدوي واظن ان الاستاذ الزامل تحامل عليه "لتصور مسبق في فهمه للمدرسة الوجودية" فالدكتور كتب عن الوجودية وهاجم سارتر بعنف ولكن لا اوفق انه اعتنق الفكر الوجودي وتنصل من عروبته. ولم يقل استاذنا الزامل ان بدوي تنصل من دينه فهو حذر من التهم "وارجع الى مقالته التحفة عن الثمرة والحجر انتقد عطوان والجزيرة بدون ان يلفظ اسميهما وهو يهمه لا يغتاب ولم نقرأ له اغتيابا قط.. واصر ان تلك المقالة كانت تحفة التحف في النقد الراقي الكبير الاخلاق" على انني فهمت ان استاذنا يستنكر على الدكتور عدم تحمسه للاسلام.. واتعجب ان لم يطلع مفكر بوزن نجيب الزامل على كتابات الدكتور بدوي الاسلامية ويسرني ان ابعث اليكم كتب بدوي الاسلامية "مثلا عن القرآن ومنتقديه" لتسلم ليد كاتبنا العزيز بشرط ان نسمع منه بعد ذلك كلمة منصفة بحق مفكر عربي كبير.. ونعرف ان استاذنا باخلاقه اول من يعترف بخطئه وقد فعل ذلك اكثر من مرة. ارجو رجاء شديدا الا تهمل هذه الرسالة وان تنشر كاملة كحقي كقارئ مواظب للجريدة ولاهمية الطرح كما اراه وتصديقا لحرص رئيس تحرير الجريدة على سماع كل الاصوات.. ارجو الا تهمل.. وشكري موصول لكم ولكاتبنا الممتع حقا نجيب الزامل.. ونأمل منه خيرا كثيرا.. ورفعا اكثر للعتب، فلا يبدي الرأي الا محب ونحن نحبه في الله. عبدالله سليمان السعيدي