يأسرني دائما احتياج من حولي. حتى اصبحت مسؤوليتي تجاه الآخرين تنسيني مسؤوليتي نحو نفسي. وكأني اعمل ضدها لا من اجلها. واصبر ذاتي واقول لا ان المرء اذا فقد قدرته الانسانية على العطاء.. ولكن ماذا افعل عندما ينتابني الشعور باحساس مرير. وبحاجتي الى ان احتمي بالآخرين كما يحتمي بي الآخرون. وتراني ابعد عن تفكيري هذا الاحساس واركز في عملي فهو الكفيل بالخلاص من كل معاناتي هذا ما يقوله عقلي. فأوراقي امامي وعلى مكتبي وفي غرفتي. كل يوم وكل ليلة لا اكف عن العمل. اعدل. اغير واشطب ابدل واسعى الى مثالية لاطاقة لي بها ومتجاوزة لكل طاقاتي واخفف عن نفسي فقد تجاوزت في السابق اعنف واشد من هذه اللحظات نعم لدي قدرة ان اعيد لنفسي الحماس الذي فقدته واحول عجزي الى قدرة وتعثري الى قوة.. ولكني وصلت الى مرحلة اشهرت تضحياتي فيها افلاسها وانهزمت..!! كل اهدافي التي عشت من اجلها بعد ما جاهدت طول حياتي ومازلت اجاهد ان انصح واعلم واحتضن واستمع.. وتأتي اظل اناقش نفسي باكية مستجدية متحدية وصارخة وانا افني وجودي في وجود الآخرين.. لابد ان ابدا من جديد وان اكون من جديد فهذه المرة سازرع بذرتي في قاع الارض حتى لاتدوسها الاقدام كلما حاولت النمو احاول ان اقهر كل ماهو ظالم في هذه الحياة ومزيف.. فالسعادة والتعاسة بايدينا نحن من نختارها وهذه الدنيا. اذا لم نضحك لها ستضحك هي علينا!! فانا لا اريد ان القي مسؤوليتي على غيري ولا ارغب في الرجوع الى الماضي لالوذبه خوفا من مواجهة مواقفي.. ولكني الآن في امس الحاجة الى من يفكر بدلا عني ومن يسيرني ويقودني الى من يعطيني.. اعرف ان التجارب القاسية تبني الانسان من جديد حيث لاتنتكس به اهواء او تهوى به افكار والمفروض ان اتقبل امورا تؤلمني. لان المقاومة معها لن تجدي فالنجاح يحيل الآلام القديمة الى مجرد ذكرى كما ان الاستسلام اقوى من محاولة المقاومة الفاشلة والتي ستنتهي بالتسليم وتترك آثارها السيئة بشكل او بآخر في انحاء حياتي!! سأحاول بارادتي الواعية ان اسعى الى ادراك المواقف المؤلمة رغم ما يشكل ذلك من صراع فأحزاني دفينة تعلن هزيمتي الكاسحة مع السعادة. مع يقيني بان السعادة لاتدوم كذلك الحزن ولكنها القسوة التي تنطوي عليها اعماقي!!