تطالعنا الصحف المحلية وبصفة خاصة ايام الاجازات والعطل بحوادث مروعة على شبكة المواصلات البرية داخل المملكة المترامية الاطراف. حيث تنشط حركة السفر برا سواء داخل مدن المملكة ومناطقها، او خارج الوطن باعتبار ان المملكة تتمتع بشبكة مواصلات برية تربطها بدول المجلس الخليجي وبالدول العربية، مما يجعل الكثير من الاسر تفضل السفر برا وخصوصا بعد توافر شركات السياحة والسفر للنقل الجماعي وغيرها ممن يملكون تصاريح للعمل من قبل وزارة المواصلات كل هذا شيء جميل ونشكر الوزارة عليه. ولكننا ونحن نقدم شكرنا لها ولملاك هذه المؤسسات ندعوهم الى ان يلتفتوا لاهمية صيانة الحافلات قبل انطلاقها عابرة الطرق البرية وهي محملة بأرواح الركاب اطفالا ونساء وشيوخا ورجالا قد نفقدهم فجأة لاننا اهملنا في قيامنا بواجب الصيانة الدورية للحافلات، او لاننا لم نقم بتدريب السائق على كيفية القيادة السليمة التي تجعله واعيا ومتيقظا لكل مفاجأة تصادفه اثناء سيره بالحافلة، وثمة واجبات وضروريات يجب ان تراعيها وزارة المواصلات في مواصفات الشخص الذي يقود الحافلة ويجب ان يتمتع بالسلامة البدنية وقوة البصر، كما يجب عليها ايضا الزام شركات السفر والسياحة البرية بتوفير سائقين لكل حافلة، وبضرورة اراحة السائق وعدم خروجه وهو منهك في اوقات المواسم، وبتعيين عدد اكبر من السائقين وقت المواسم حتى لا يتسبب نوم السائق في كارثة كالتي كتبت عنها الصحف قبل ايام وراح ضحيتها 24 انسانا ما بين طفل وشاب ورجل وامرأة. وحتى لا تتكرر هذه المأساة الدامية على وزارة المواصلات سرعة اتخاذ اجراءات صارمة تحول دون التلاعب بالتقارير الطبية للسائقين وبصفة خاصة سلامة البصر، وبالنسبة ايضا لسن السائق، وجنسيته ومدى استعداده النفسي والجسدي لتحمل ارهاق القيادة المستمرة، والطويلة والمتكررة للحافلات والبعد عن اسرته، نظير راتب زهيد يتقاضاه بعد مجهود كبير ومضن قد يفقد حياته معه خصوصا وان بعض وسائل النقل لا تقوم بالتأمين على حافلاتها، ولا تقوم ايضا بتسجيل عقود عمل للسعوديين العاملين لديها حتى يتسنى لها فصل السائق عندما يرفض العمل المتكرر في حالة شعوره بالارهاق والتعب. كما ان على وزارة المواصلات ان تقوم هي الاخرى بدورها في اصلاح الطرق البرية، وصيانتها دوريا وبالذات الطرق المؤدية الى عرعر وجمرك الحديثة حيث تنشط هذه الايام حركة السفر الى كل من سوريا والاردن والعراق ولبنان وغيرها من دول الشرق الاوسط عبر منفذ الحديثة. وصيانة شبكة المواصلات البرية المؤدية لمكة والمدينة والطائف وغيرها لتفادي وقوع الحوادث المدمرة فكل انسان يفقده الوطن بعد خسارة حقيقة له، وكل انسان يخرج معاقا بعد وقوع حادث له بعد ايضا خسارة للوطن. فلماذا اذن لا نتلافى وقوع الحوادث بالوقاية منها بقيامنا بالاصلاح الدوري لشبكة المواصلات، وللسائقين، والحافلات. آخر الغيث @ القيادة اخلاق وامانة قبل ان تكون فنا ومهارة وعملا تتقاضى عليه ثمن اتعابك كقوت لعيالك.. فلا تجعل من الحافلة حقل الغام تحصد به الابرياء من المسافرين معك.