عاد إلى الخرطوم ستة من قادة حركة تحرير جنوب السودان، إحدى الفصائل الجنوبية التي وقعت اتفاقا مع الحكومة السودانية على هامش مباحثات مشاكوس نهاية الشهر الماضي وقال أكوت مارتن رئيس المجموعة إن عودتهم إلى الخرطوم تأتى في إطار توحيد الجهود لإنجاح اتفاق السلام الذي أصبح أمرا واقعا. ونفى مارتن أن يكون فصيله وقع هذا الاتفاق مع الحكومة السودانية لتحقيق مكاسب محددة. وأشار إلى أن اتفاق مشاكوس لايختلف كثيرا عن اتفاقية الخرطوم للسلام التي اعتبرها كسبا كان يجب المحافظة عليه. في غضون ذلك قال وزير الإعلام والاتصالات السوداني مهدي إبراهيم أمس إن بلاده تتفهم المخاوف الإقليمية بشأن اتفاق السلام مع المتمردين والذي من شأنه خلق انقسام في البلاد ولكنه اعتبر أن قرار ذلك منوط بالسودانيين. وأضاف إبراهيم أنه واثق من أن الفترة الانتقالية التي تمتد ستة أعوام قبل إجراء استفتاء على الانفصال ستوفر وقتا لإقناع الجنوب كي يبقى جزءا من السودان. وقال للصحفيين قبل ختام زيارته لمصر "إن شعب السودان يملك حق اتخاذ قرار بشأن مصيره.. مع الأخذ في الاعتبار والتفهم والتقدير لمصلحة الآخرين"، مشيرا إلى أن للدول المجاورة مخاوف مشروعة يمكن أن يؤثر عليها الاستفتاء السوداني. وأوضح إبراهيم أن مصر وليبيا تريدان أن يبقى السودان موحدا بسبب الروابط العربية والإسلامية المشتركة، كما أن مصر قلقة من أن يؤدي نشوء دولة جديدة في جنوب السودان إلى الإضرار بالمصلحة المائية المصرية. وأشار الوزير السوداني إلى أن الخرطوم ستعمل جاهدة في الفترة الانتقالية في إطار الجهود الرامية لإعادة تأهيل منطقة الجنوب التي مزقتها الحرب لاقناع الجنوبيين بالبقاء في إطار سودان موحد. وقال إبراهيم إنه بمجرد التوقيع على هذا الاتفاق ستغير البلاد دستورها لإقرار نظام اتحادي يمنح ولايات الجنوب العشر بعض الصلاحيات ويستثنيها من تطبيق الشريعة الإسلامية. وعقد إبراهيم محادثات في القاهرة مع الرئيس المصري حسني مبارك الذي دعا إلى حل في إطار السودان الموحد الذي تقتسم مصر معه مياه النيل. وتوصلت الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان لاتفاق في يوليو/ تموز هدفه إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ 19 عاما. من جهة أخرى أطلق سراح ثلاثة أشخاص يعملون في هيئة إغاثة دولية، بعد اختطافهم لمدة خمسة أيام في جنوب السودان من قبل مجموعة مسلحة مستقلة عن الجيش الشعبي لتحرير السودان، خلال غارة على مركز صحي بإحدى القرى. وقد وصل الثلاثة، ومن بينهم ألماني، إلى كينيا، وذكروا أن زميلا لهم من كينيا قتل خلال الغارة. وقد تعاونت منظمة الأممالمتحدة ووزارة الخارجية الألمانية لتأمين سراح الأشخاص الثلاثة.