عزيزي رئيس التحرير نقرأ ونسمع عن تجاوزات الفضائيات التي تنعق خارج السرب ولذا كانت تلك الحكاية التي اهديها الى قناة "الجزيرة" لما تقوم به من هجوم على مملكتنا الحبيبة ودول الخليج. يحكى ان هناك طيرا طائشا يطير ضمن طيور عدة تعيش بسلام ومحبة وانسجاح وتغرد اجمل الالحان، وكانت الطيور الاخرى اكبر حجما واثقل وزنا وارجح عقلا واجمل منه صوتا. وفي يوم من الايام جاءت مجموعة من الغربان المشردة التي لاهوية لها ولا انتماء وشاهدت ذلك السرب ولم يرق لها ما رأته من الحب والتآخي والتفاهم الذي يجمع بين طيوره وصارت تحسده على تغريده تلك الالحان الجميلة وتطور الحسد الى حقد. حاولت الغربان اختراق السرب واستدراج بعض طيوره الى الخروج على نفسه ولم تستطع، وبعد محاولات عديدة استدرجت الطير الطائش واخذت تكيل له المديح وتطبل وتغني له وتوهمه بانه الاجمل صوتا من بقية طيور السرب ويجب عليه ان يخرج ويبتعد ويغرد بمفرده بعيدا عن أصوات السرب. صدق الطير الطائش المسكين كلامهم وطار بعيدا تلفه الاوهام واحلام العظمة والشهرة وماذا سيكتب التاريخ عن صولاته وجولاته وكيف سيخلده التاريخ. أصابه جنون العظمة وطار بعيدا وبدأ يغرد والغربان المشردة تصفق له وتشجعه وتطلب المزيد من التغريد وهي تسد آذانها بكل قوة لان تغريده اصبح نعيقا يشبه نعيق تلك الغربان. واستمر الطير المغرور في الطيران عاليا.. عاليا ثم بدأ ينعق وينعق ولم يسمع صدى صوته وراح ينعق بقوة وبصوت اعلى لعله يسمع صدى نعيقه حتى اصابه الصداع والتعب وانهارت قواه عند هذا ادرك الحقيقة المرة ولكن بعد فوات الاوان حاول جاهدا العودة ولكنه لم يستطع. فهوى صريعا وسريعا وسقط في مزبلة التاريخ وهو لايزال يعاني الصداع فتجمعت عليه الغربان المشردة تنهش لحمه وهي تضحك وترقص وتحتفل وهكذا كانت نهايته او ستكون الا اذا عاد الى رشده. سعد بن الله اللحيدان الرياض