يواجه الشباب الهنود مشكلة في ايجاد زوجة المستقبل في بلد تجاوز عدد سكانه المليار بسبب رفضهم لطريقة الزواج التقليدي. والهند تختلف بعاداتها وتقاليدها عن مختلف شعوب الأرض وتحتضن ثقافات كثيرة وأصولا وأعراقا مختلفة اضافة الى ان تنوع الاديان حال في الكثير من الاوقات الى عدم التداخل الطبقي بين فئات المجتمع الهندي. الا انه وبعد استقلال الهند بدأت النظرة تختلف فالكل هنود وعليهم الانصهار في بوتقة التسامح الديني التي ارسى دعائمها المهاتما غاندي والذي ساهم بشكل كبير في اذابة الفوارق الطبقية بين فئات المجتمع الهندي الذي كان يعاني الكثير بسبب اختلاف الاديان والثقافات والطبقات. وتزوج الكثير من الهندوس وهم الاكثرية في الهند بأشخاص من السيخ او حتى من الاقليات الاخرى كالمسيحية وغيرها وذابت الفوارق الدينية اما على اساس زواج الحب او زواج المصالح. ومع مرور الوقت بدأ المجتمع الهندي يعاني من الزيادة المفرطة في تعداد السكان حيث ان الكثير من العقائد الهندوسية تقتضي على الزوج وزوجته ان ينجبا صبيا وفي معظم الاحيان ينجب الزوجان بناتا فيحاولان انجاب صبي ومع هذا الفرط في الانجاب تزايد عدد سكان الهند واصبحت الغالبية تصب لصالح الشباب ومهما تعقدت الأمور أكثر حيث تبلغ نسبة الذكور نحو 51 في المئة. وحسب العادات والتقاليد الهندية فإن على البنت ان تدفع المهر للزوج وعلى الزوج ان يختار ويتفاوض ويساوم على كيفية دفع المهر وما هي الامور التي يشترط تواجدها بمنزله كأن يشتري مستلزمات المنزل أو دراجة بخارية عند الاسر الفقيرة او المتوسطة مما جعل الزواج امرا مأساويا للأب الذي انجب اكثر من بنت. اما الزواج بين العائلات الميسورة والغنية فهو يختلف بشكل كبير عن الزواج بين العائلات المتوسطة والفقيرة فيكون المهر فيه صفقة بين العائلتين. من جانبها قالت مديرة احد مواقع الزواج الهندية الشهيرة بوجا سينغل ان معاناة البحث عن زوج او زوجة المستقبل ارتفعت وذلك بسبب تسارع نمط الحياة حيث بدأ الكثيرون يتجهون نحو التعرف على الطرف الآخر عن طريق برامج المحادثة على الانترنت او غيرها. واضافت ان طفرة التكنولوجيا والتطور المصاحب لها ودخول الانترنت وعصر العولمة ساهمت بشكل كبير في تعزيز الابتعاد عن البحث عن الطرف الآخر فالكل مشغول يبحث عن عمل والكل يريد أن يؤمن مستقبله ونسي انه يريد ان يكون ابا او اما بسبب مشاغل الحياة. وقالت سينغ ان الطرفين يصلان في مرحلة من المراحل الى انه لابد لكل طرف ان يجد طرفه الآخر في اسرع وقت ولكن بشروط اقل هذه المرة بحيث يكون السؤال الأول هل يعمل طرفي الآخر وما هو مدخوله الشهري والالتزام بأن يتساعد الطرفان في تكوين حياتهما وقد يلقيا بالمهر جانبا فهما يريدان زواجا عصريا سريعا يشكلا من خلاله اسرة تكون امتدادا لهما. واضافت ان تسارع نمط الحياة حال في التوجه الى الاسرة وسؤالها البحث عن زوجة المستقبل فكلا الطرفين يبحث عن استقرار اكثر في حياة المدينة ولهذا فقد خرجت مواقع على شبكة المعلومات الدولية (انترنت) تساعد على تقريب وجهات النظر بين شخصين من اجل الزواج وبمقابل مادي قليل. واشارت الى ان عدد مستخدمي في موقعها على الانترنت بلغ خمسة ملايين شخص باحث عن الزواج من الطرفين مضيفة ان ادارة الموقع توفر كافة المعلومات الاساسية لكافة المستخدمين كما انها توفر لقاء للطرفين يتفقان بموجبه على الخطوط العريضة للزواج. وقالت سينغ ان اكثر من 10 آلاف شخص تزوجوا خلال الأشهر القليلة الماضية عن طريق موقع شبكة الزواج الذي تديره. واضافت ان عصر الزواج التقليدي بدأ ينتهي ولاسيما في بعض الدول التي يسعى فيها الناس الى البحث عن لقمة العيش حيث يفضل الكثيرون مبدأ الزواج عن طريق شبكة الانترنت او مواقع المحادثة مشيرة الى ان الكثير من الزيجات الناجحة تمت عن طريق هذا التطور التكنولوجي.