ضمن مهرجان جدة لهذا الصيف نظم مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة الراعي الصحي الرسمي للمهرجان امس ندوة بعنوان "حق المريض في معرفة مرضه من المنظور الشرعي والطبي" بقاعة المحاضرات بالمستشفى. وحاضر في الندوة نخبة من المتخصصين والمهتمين بهذا الموضوع من الناحية الطبية والشرعية وهم الدكتور عدنان البار مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة، الدكتور عبدالعزيز الحميضي استشاري الأورام وامراض الدم، الدكتور عز الدين ابراهيم رئيس قسم الأورام، والشيخ هاني الرفاعي مدير الشؤون الشرعية والدينية بالمستشفى. وتناقش هذه الندوة حقوق المرضى خاصة مرضى .الأورام في معرفة مرضهم ومتى تكون الظروف مهيأة ومناسبة لاخبارهم بهذا المرض خاصة من الناحية النفسية وأثر ذلك على مراحل تحسن حالتهم الصحية او انتكاستها. واوضح الدكتور عز الدين ابراهيم ان حق المريض في معرفة مرضه قضية مهمة جدا حيث يعتبر المريض الطرف الثاني في هذه القضية ويجب الا يغفل دوره، ونحن كأطباء نؤمن بضرورة معرفة المريض لمرضه ولكن بطريقة تدريجية تزيد من ايمانه بالشفاء باذن الله ولا تصيبه باليأس وفقدان الأمل في الشفاء وفي نفس الوقت لا يكون هناك وعد غير حقيقي بشفائه تماما. ايضا نرى ومن خلال تعاملنا الطويل خاصة مع مرضى الأورام ان بعض المرضى يريد معرفة مرضه من بداية دخوله للمستشفى لأن في ذلك اتاحة الفرصة امامه لاختيار اي مستشفى في العالم او اي طبيب يريد العلاج لديه وبعض المرضى يرغب في تجربة انواع معينة من الأدوية الشعبية او ما يسمى بالطب البديل وفي هذه الحالة اذا اخبر من بداية الأمر يكون لديه الخيار الذي يريده وهذا في رأي الكثيرين افضل من اخباره بعد ان يستفحل المرض ويزداد خطرا. من جانبه اوضح الشيخ هاني الرفاعي ان النظرة الشرعية ورأي الشرع في هذا الحق تعتبر من أهم حقوق المريض لا سيما البالغين منهم خاصة اذا كان مرضه مستعصيا ويزداد سوءا يوما بعد يوم واحتمال وفاته في أي وقت فيتدخل هنا رأي الشرع لاخبار المريض بخطورة مرضه بأسلوب حكيم حتى تكون هناك فرصة للمريض لمراجعة حساباته مع الله ومع خلقه لا سيما اذا كانت هذه الحسابات حقوقا مالية وديونا ووصايا للغير عندها لا بد ان يخبر المريض اذا توافرت لديه بعض الشروط الشرعية التي تجعله مؤهلا لذلك.