كشف تقرير سري لمركز وثائق المعلومات الاسرائيلية سعي اسرائيل لاشعال الحرب بين الهندوباكستان، وأكد التقرير وجود اتصالات دبلوماسية بين الهند واسرائيل لدعم الموقف الهندي واعترف التقرير بان من مصلحة اسرائيل اقناع الهند بضرب باكستان التي تمتلك اسلحة نووية خطيرة للقضاء عليها أو تدميرها او التقليل من قوتها الى ادنى درجة ممكنة. وأكد التقرير ان السفاح شارون يتطلع الى اندلاع الحرب بين الهندوباكستان للفت انظار العالم الى قضية جديدة بعيداً عن المذابح والدمار والخراب الذي يمارسه في الاراضي المحتلة بفلسطين بحجة تحقيق الامن لاسرائيل. واذا كان تطلع اسرائيل لاندلاع حرب بين الهندوباكستان هدفا استراتيجيا الا انها مطلوبة في الوقت الحالي لمنح شارون فرصة جديدة لمواصلة جرائمه ضد الفلسطينيين والتملص من الضغوط الدولية الرامية للتفاوض مع الفلسطينيين خاصة وان شارون يسعى الى المماطلة وعدم الدخول في نفق جديد لمفاوضات السلام قبل الانتخابات الاسرائيلية القادمة. واكد التقرير ان شارون لم يتنازل عن مخططه لاجتياح قطاع غزة ويتحين الظروف المناسبة لشن الهجوم. من ناحية اخرى تلقت جامعة الدول العربية تقارير ازاء الموقف الهنديالباكستاني تؤكد وجود خطة اسرائيلية لاستهداف المنشآت النووية الباكستانية، وذكر التقرير ان الموساد الاسرائيلي يقوم بدور نشط في تأزم الصراع بين الهندوباكستان. ويشير تقرير جامعة الدول العربية الى انه رغم انتهاج الهند منذ حصولها على الاستقلال عام 1947 سياسة معادية للصهيونية الا ان العلاقات الهندية الاسرائيلية شهدت تطورات وتحركات سريعة وصلت في الاونة الاخيرة الى اقامة ما يشبه التحالف خاصة في المجالين الأمني والعسكري، وقد طورت الهند علاقاتها مع اسرائيل بشكل هادئ وسري بعيداً عن الضجيج الاعلامي لكي لا تستثير الدول العربية التي توجد للهند مصالح اقتصادية ضخمة معها لا سيما في منطقة الخليج اذ تبلغ العمالة الهندية عدة ملايين في الدول الخليجية يضخون ما يقرب من 6 مليارات دولار في الخزانة الهندية سنوياً. وكانت الجامعة العربية قد احتجت اكثر من مرة في السنوات الاخيرة لدى الهند من تعاونها الامني والاستراتيجي مع اسرائيل لما يشكله هذا التحالف من تأثير سلبي على القضية الفلسطينية والصراع الشرق اوسطي خاصة بعدما تبين ان اسرائيل تستغل تطورات القضية الكشميرية بين باكستانوالهند لتغيير موقف الهند والتحدث بلغة المصالح على حساب الحقوق المشروعة التي اقرتها الاممالمتحدة والمجتمع الدولي في تقرير مصير حق الشعب الكشميري ذي الاغلبية المسلمة. ومنذ نجاح باكستان في تطوير برنامجها النووي بدأت اسرائيل تعتبره الخطر الاسلامي عليها وقد عبرت عن مخاوفها من "القنبلة النووية الاسلامية" ومنذ ذلك الوقت تؤكد تقارير الجامعة العربية ان اسرائيل علاقاتها مع الهند تسبب مخاطر على الدول العربية خاصة ما طرحه شيمون بيريز في زيارته لنيودلهي في يناير عام 2001 ابان تصاعد الازمة الهنديةالباكستانية حيث عرض خدمات اسرائيل الاستخباراتية والعسكرية على الهند في مواجهة باكستان كقوة نووية ومحاربة "الارهاب" الذي يهدد امن اسرائيل والهند كما تدعي اسرائيل. وتشير التقارير الى ان الهند وجدت في اسرائيل ضالتها التي تساعدها في هذا المجال وتفتح لها ابواب امريكا كقوة عظمى باستخدام نفوذ اللوبي الصهيوني هناك وسحب التأييد الامريكي لباكستان خصم الهند التاريخي وبالفعل لعبت اسرائيل دوراً نشطاً في توظيف السياسة الامريكية لصالح الهند على الرغم من المساعدات التي قدمتها باكستان للحملة الامريكية في افغانستان ضد ما يسمى بالارهاب كما تدعي امريكا. ويوضح التقرير زيادة الموقف المحرج للدول العربية وزيادته تأزماً اذا ما نجحت خطة اسرائيل من توجيه ضربة هندية خاطفة لتدمير المنشآت النووية الباكستانية لان انتصار التحالف الهندي - الاسرائيلي - في هذه الحرب الخاطفة يترتب عليه في المقابل خسارة متعددة الاوجه للدول العربية بجانب فقدان العرب الردع النووي الاسلامي الباكستاني فضلاً عن الخسارة المؤكدة للرصيد العربي على الساحة الهندية الذي يتآكل بصورة مخيفة لصالح تل ابيب ولتكون الخسارة الكبرى تعميق الخلل الاستراتيجي في الصراع العربي - الاسرائيلي بعدما يفقد العرب الهند اكبر شريك رفض التطبيع مع اسرائيل حتى عام 1991.