كشفت أرقام رسمية هنا أن الهند اشترت من إسرائيل أسلحة ومعدات عسكرية بقيمة 2758 مليون دولار أميركي خلال السنوات الثلاث الماضية وهذه الأرقام لا تدخل في إطار التبادل التجاري الهندي الإسرائيلي الذي وصل 2400 مليون دولار في السنة الماضية. والهند تحرص على عدم كشف هذه الأرقام وهي تتكتم على تفاصيل الصفقات العسكرية مع إسرائيل وكذلك تخفي الزيارات العسكرية المتبادلة بين البلدين وذلك لعدم إغضاب مسلمي الهند والدول العربية. إلا أن هذه الأرقام قد وردت عرضا في رد لوزارة الدفاع الهندية على سؤال لأحد النواب في البرلمان. وتصر الحكومة الحالية على مواصلة العلاقات الدفاعية مع إسرائيل رغم اعتراضات الرأي العام وخصوصا الأحزاب الشيوعية المتحالفة مع التحالف الحاكم برئاسة حزب المؤتمر. وكانت العلاقات الدفاعية بين البلدين قد تطورت بسرعة مذهلة عقب وصول حزب الشعب الهندي الى السلطة قبل سبع سنوات وكان متوقعا أن تشهد هذه العلاقات تدهورا في ظل الحكومة الجديدة إلا أن ذلك لم يحدث. وبالتالي قد أصبحت إسرائيل الآن ثاني أكبر مورد عسكري للهند بعد روسيا وهي تنافس بريطانيا وفرنسا وحتى الولاياتالمتحدة في توريد الأسلحة والمعدات والذخيرة للجيش الهندي. وقد استفادت إسرائيل من مشكلات روسيا في الوفاء بالتزاماتها بعد تفكك الاتحاد السوفييتي نتيجة خسارتها لكثير من المصانع الواقعة في دول استقلت الآن. وجاءت الفرصة الكبيرة للتوغل الإسرائيلي خلال الحرب الهندية الباكستانية في كارغيل سنة 1999 عقب محاولات التوغل من جانب باكستان فقامت إسرائيل بتزويد الهند سريعا بما كانت تحتاج اليه خلال تلك الحرب. وتطور التعاون بسرعة بعد ذلك حتى وصل الآن الى تطوير وإنتاج مشترك للأسلحة. وقال مسئولون هنود ان التعاون العسكري مع إسرائيل سيشهد زيادة مطردة في الفترة القادمة. ومما يشهد على هذا أن كل الشركات الكبرى في عالم إنتاج الأسلحة الإسرائيلي أصبحت لها مكاتب في الهند الآن مثل إيلبيت سيستمز وإيليسرا وإيميت أفياسون كونسلت ورادا إليكترونيك إندستريز وأوربيت أيه سي أس وصناعات الطيران الإسرائيلية وايورونونيكس ديفنس سيستمز. وقد حصلت هذه الشركات على عقود كبيرة بما فيها توريد ثلاث طائرات من طراز الفالكون للإنذار المبكر ورادار الأرز الأخضر ومنظومة صواريخ براك وطائرات بدون طيارين من طراز سيرتشر وهيرون الى جانب عقود صغيرة لتوريد الرشاشات وتجديد بعض الأسلحة الروسية في الجيش الهندي كالدبابات والطائرات القديمة وتحديث الأنظمة في الطائرات الحربية وسفن البحرية الهندية وتوريد أجهزة الإنذار الإليكترونية للسور الذي تبنه الهند على خط وقف إطلاق النار في كشمير وعلى حدودها الطويلة مع بنغلاديش. وكشف دافيد دانييلي السفير الإسرائيلي في الهند قبل أيام أن الهند وإسرائيل ستوقعان على معاهدة اقتصادية في نهاية العام الحالي لتوثيق العلاقات العلمية والتكنولوجية بينهما. كما سيزور الهند وفد إسرائيلي من صناعة تقنية المعلومات في أواخر السنة الحالية. وقال السفير الإسرائيلي ان الهند الآن ثاني أكبر مستورد للفواكه الإسرائيلية.