قال محمد صبيح مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية امس في تصريحات لوكالة الانباء الفلسطينية (وفا) ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيبدأ زيارة مهمة اليوم السبت للعاصمة المصرية القاهرة في ختام جولته الآسيوية واستعداداً لزيارة واشنطن للقاء بوش. وأكد صبيح على اهمية الزيارة التي تأتي في اطار التنسيق المستمر بين القيادتين المصرية والفلسطينية لدفع عملية السلام المتعثرة الى الامام خاصة في ظل تلكؤ اسرائيل الواضح ومحاولاتها المستمرة لخرق التهدئة التي وافقت عليها الفصائل والقوى الفلسطينية. واضاف ان الزيارة التي سيقوم بها الرئيس عباس الى مصر سيتم خلالها التنسيق حول الخطوات التي يقوم بها الجانب الفلسطيني لدفع عملية السلام الى الامام الى جانب الاستحقاقات الفلسطينية المطلوبة في المرحلة القادمة كالانتخابات التشريعية والبلدية والاستعداد للقاء بوش. ووصف صبيح الوضع الآن بالنسبة لعملية السلام بأنه خطير وحساس الامر الذي يستلزم تحركاً عربياً.. مطالباً في الوقت ذاته بموقف اسرائيلي واضح وملتزم بعدم عرقلة هذه الخطوات التي يقوم بها الفلسطينيون لانجاح المسيرة الديمقراطية.وكان عباس قد زار الهند يومي الخميس والجمعة، حيث عقد محادثات مع رئيس الوزراء مانموهان سينغ ووزير الخارجية ناتوار سينغ، كما زار رئيس الجمهورية الدكتور عبدالكلام ورئيسة حزب المؤتمر سونيا غاندي. وهذه أول زيارة للرئيس محمود عباس للهند عقب انتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية في يناير الماضي. وكان الرئيس الفلسطيني قد وصل العاصمة الهندية مساء الخميس بعد زيارة لمدة يوم لباكستان، حيث التقى بالرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف وطلب منه مساعدته في تسوية القضية الفلسطينية. كما قابل الزعيم الفلسطيني رئيس وزراء باكستان شوكت عزيز . ومن المعتقد أن الرئيس الفلسطيني طلب من الرئيس الباكستاني التوسط لدى الرئيس بوش لصالح الموقف الفلسطيني. كما قبل الرئيس مشرف طلب الرئيس محمود عباس لإرسال وفد باكستاني الى أراضي السلطة الفلسطينية لدراسة الأوضاع وتقديم العون المناسب في ضوئها. وليس من المعتقد أن باكستان ستمارس ضغطا على إسرائيل، حيث إنها لا تعترف بإسرائيل ولا تقيم معها أية علاقات في الوقت الراهن، إلا أن السياسة الباكستانية تؤيد القضية الفلسطينية بقوة وتطالب إسرائيل بإجلاء قواتها من كل الأراضي المحتلة سنة 1967 كما تطالب بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس. وهناك أصوات في باكستان تطالب بإقامة العلاقات مع إسرائيل بغية تحييد الدولة الصهيونية وتخفيف تعاونها مع الهند. وكان الرئيس الفلسطيني قد وصل باكستان عقب زيارة الصين واليابان لطلب التأييد السياسي والعون الاقتصادي. وقد أعلنت اليابان عن مساعدة بقيمة 100 مليون دولار لإعادة إعمار غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي. وزيارة محمود عباس للهند تأتي في إطار المجاملة والشكر على التأييد الهندي في المحافل الدولية، إلا أن العلاقات الهندية الفلسطينية قد بردت كثيرا في أعقاب اعتراف الهند بإسرائيل والسماح لها بفتح سفارة في سنة 1992. وقد وصلت العلاقات الهندية الإسرائيلية في مجال التبادل الدفاعي والاستخباري الى مستوى غير مسبوق. وقد تجاوز حجم التبادل التجاري عدة مليارات بأخذ مبيعات الأسلحة الإسرائيلية في الاعتبار وهي أرقام لا تظهرها الهند عندما تنشر إحصائيات التبادل التجاري مع إسرائيل. وفي مقابل هذا يبلغ حجم التبادل التجاري الهندي الفلسطيني نحو 20 مليون دولار فقط.. وكان متوقعا أن الهند ستعيد النظر في هذه العلاقات بعد وصول الحكومة الحالية الى السلطة قبل سنة إلا أن الآمال قد خابت ولا تنصت الحكومة حتى الى حلفائها الشيوعيين الذين يؤيدونها من الخارج أي بدون المشاركة في الحكومة وهم قد طالبوا الحكومة غير مرة بإعادة النظر في العلاقات الهندية الإسرائيلية وقصرها على علاقات دبلوماسية معتادة وإلغاء العلاقات العسكرية والاستخبارية. وحتى ميثاق جبهة التحالف السياسي الحاكم في الهند حاليا برئاسة حزب المؤتمر يؤكد على «التزام الهند منذ عقود بقضية الشعب الفلسطيني للحصول على وطن له». وقد عينت الهند سفيرا فوق العادة لمنطقة الشرق الأوسط - هو السفير تشينمايا غاريخان - لتأييد القضية الفلسطينية والعمل على تحسين العلاقات العربية الهندية. إلا أن التأييد الهندي لفلسطين يظل حبرا على ورق ومما يدل على ذلك أن الهند أعلنت مساعدة السلطة الفلسطينية بمعونة تبلغ 3 ملايين دولار فقط لا غير كما وعدت بمساعدة في مجالات الاتصالات والأدوية والتعليم وهذا يعني أن الهند لا تعير لهذه العلاقات أهمية خاصة.