يقال ان أحد البراغي الكبيرة المرمية في أحد التقاطعات المرورية تسبب في احداث ضرر كبير جدا في اطار أحدى المركبات الناعمة الصغيرة، ونحمد الله على سلامة ركابها وكذلك المركبات المجاورة لتمكن السائق أخيرا من السيطرة على الوضع خاصة كون المركبة في بداية انطلاقتها، ولنا أن نتصور الوضع لو كانت المركبة تسير بسرعة عالية فلربما كانت العواقب وخيمة والأضرار جسيمة!!... وبعد التحقيق في الأمر وجد أن ذلك البرغي "اللعين" وغيره من المخلفات الخطرة هي نتاج ما يتطاير من الشاحنات الكبيرة التي تجوب شوارعنا وطرقاتنا بدون حسيب أو رقيب وتفتقد الى أبسط قواعد السلامة من اطارات منتهية الصلاحية وربما مثبتة ببعض البراغي كونها فقدت بعضها الآخر، ناهيك عن نوعية الاحمال وطريقة تحميلها وأثقالها الزائدة لدرجة عكها طبقات الاسفلت عكا متلفة هذه الطرقات التي تتحمل ميزانية الدولة اصلاحها بمبالغ كبيرة جدا وغير مبررة اطلاقا. يتساءل العبدلله عن أسباب استمرار هذا الاهمال من الشركات التي تمتلك هذه الشاحنات المشبوهة أو التي تتعامل معها، والأهم من ذلك دور بعض الجهات الرقابية المسؤولة عن الترخيص لها لتصول وتجول محدثة هذه الأضرار الكبيرة.. ترى ما دور أجهزة المرور والشرطة والمواصلات والبلديات في تنظيف شوارعنا ومدننا من هذه المركبات وسائقيها المهملين الذين يعبثون بالسلامة المرورية مهددين أرواح المواطنين والوافدين للخطر.. لماذا لا تمنع هذه المركبات من دخول مناطق التحميل في الموانىء البحرية أو استخدام الطرق البرية الى أن تلتزم بجميع أمور السلامة؟... لماذا لا يتم التحقق من وسائل السلامة في هذه الشاحنات عن طريق محطات الوزن في الطرقات السريعة اضافة الى ما تحمله من أوزان؟.. أما آن لنا أن نتجاوز "سطحية التفتيش والتشييك" على المركبات خاصة في نقاط التفتيش العشوائية التي تركز على قشور ليس لها أي معنى مثل أوراق رخص السير والاستمارة المطوية العجيبة الشكل (المفترض أن غالبية السائقين يحملونها) الى أمور أهم من ذلك مثل سلامة هذه المركبات بالمفهوم الشامل وليس في "استكر هلامي" يجدد لونه سنويا من مراكز التفتيش الدوري التي تجتازها أتعس المركبات بنسب نجاح عالية جدا وبشكل يفوق أعداد الذين تحصلوا على نسبة عالية جدا في شهادات الثانوية العامة لهذا العام. المفارقة العجيبة في الأمر أننا في الوقت الذي نجد تفسيرا منطقيا لحصول المركبات الخطرة على هذه النسبة المتفوقة جدا نعجز عن كبح جماحها، وفي نفس الوقت نعجز عن تفسير ظاهرة التضخم في نسب الثانويات العامة ولكننا ننجح في كبح جماح وطموحات من يحملونها بطرق شتى(!!). وعودة الى موضوع السانحة، فهنالك براغي ومخلفات خطرة خاصة مخلفات مواد البناء (ناهيك عن الحيوانات التي تبلط مع الاسفلت) تترك يوميا في التقاطعات والطرقات محدثة مخاطر عدة ليس نتيجة دهسها فقط وانما في محاولة تجاوزها في اللحظة الأخيرة، ولنا ؟أن نتصور تبعات ذلك الانحراف الفجائي لتجنب هذه البراغي والمخلفات على المركبات المجاورة أجارنا الله واياكم من شر الغفلة وسوء تصرف المتهورين وراء مقود القيادة. السؤال المطروح: ازالة هذا البرغي مسؤولية من؟!! حقيقة كمواطن ومن باب اماطة الأذى عن الطريق حاولت ازالة بعض هذه البراغي مرتين وفي المرة الثالثة وجدت أن الخطر محدق بي فتركت الأمر كله الى رجال المرور، ولكن يبدو أن مسؤوليتهم تتعلق في كل ما هو متحرك فوق الطريق اضافة الى صعوبة ترجلهم من مركباتهم للعمل كمنظفي شوارع وعدم تلبية ذلك البرغي لنداءات ميكرفوناتهم، اذا المسؤولية انحصرت بين المواصلات والبلديات ودخلنا دوامة تعويم المسؤولية وبالعامي "زقل المسؤولية من باب الدحرجة" وفي المسألة قولان: أحدهما أن يطول أمر الازالة ليصبح البرغي وما في حكمه معلما من معالم التزفيت مضيفا لونا جديدا يقلل من الرتابة الزفتية، أو أن يقوم بأمر الازالة أحد مقاولي الصيانة التابعين لهاتين الجهتين وعندها ندعو ونتوسل أن يصل أمر الازالة في جل أوقات الدوام الرسمي لعمال مقاول الصيانة لا في كله.