جدي.. اقولها وبح صوتي ويعتصر الألم قلبي وأدافع الدموع في عيني ويعجز الكلام وتضيع الحروف. عن وصف هذه الآلام.. جدي.. مع الآهات والزفرات أناديه ويجف المداد في قلبي وتتوقف الكلمات في فمي ويفري الألم كبدي. جدي.. يا لهول الكارثة! اصحيح ماسمعت لا أصدق ان ذاك الشعاع الذي كان يغمرنا بعطفه ومحبته قد تقطعت خيوطه وان السراج الذي كان يشع بابتسامته المشرقة في البيت الكبير قد نضب زيته فانطفأ. من فيض جودك كنا ننهل ومن نبع عطفك كنا نشرب وفي ساحة حنانك وتحت ظلالك كنا نتفيأ. لا.. لا أنسى محياك الطلق ولا ثغرك الذي كان يفيض بجواهر الكلام تمنيت لو انني فقدت كل ما أملك على ان افجع بعميد عائلتنا التي تتضوع منها ريح الاصالة والوفاء. جدي.. فراقك خسارة فادحة وغيابك عنا فجيعة.. وعزاؤنا أنك تركت لنا جدة عظيمة خلفت فيها شيئا منك تسعى جاهدة لتعويضنا ما استطاعت عن مصيبتنا. فما علي الان الا ان ارفع يدي لمن لا يرد سائلا ولا يخيب ظن داع بان يسكنك فسيح جناته وان يجمعنا بك في مستقر رحمته وايماننا بالله اقوى من ان نضعف أمام المصيبة بل نقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون). رقية سعد