في مسعى جديد لنفي الانباء الصحافية المتواترة عن نية واشنطن استخدام الاردن كنقطة انطلاق لضرب العراق، نظمت الحكومة الاردنية زيارة نادرة لممثلي الصحافة الاجنبية لاحدى القواعد العسكرية الجوية التي تقع في منطقة غير بعيدة عن الحدود الاردنيةالعراقية للتأكد من عدم وجود اي عسكري امريكي بها. وقاعدة الشهيد موفق السلطي التي اختارتها الحكومة الاردنية لهذه الزيارة تعد من اكبر القواعد الجوية في المملكة الأردنية. وتقع القاعدة في قلب الصحراء على بعد 200 كيلومتر من الحدود الاردنيةالعراقية، على الطريق التي تربط بين عمان وبغداد والتي ترتادها بكثافة يوميا عشرات الصهاريج التي تنقل النفط العراقي الى الاردن. وجال في أقسام القاعدة نحو خمسة وعشرين من ممثلي وسائل الاعلام الاجنبية حيث عاينوا عن قرب مدرجها الوحيد وملاجئ المقاتلات النفاثة وهناجر الصيانة. ولاحظ الصحفيون خلو القاعدة من أي تواجد لقوات أجنبية، كما خلت من ورشات بناء مدرج جديد، بخلاف التقارير الصحفية عن تمويل أمريكي لبناء مدرج ضخم يستوعب أحدث طرازات المقاتلات النفاثة. وفي بداية الزيارة التي استمرت ثلاث ساعات، قال قائد القاعدة العميد الركن الطيار محمد امين القرعان مخاطبا الصحافيين: كلنا في القاعدة يشعر بالأسى والاحباط وايضا مندهشين مما يذاع في وسائل الاعلام من تقارير كاذبة حول مشاركة الاردن في ضرب العراق ولذلك دعوناكم لهذه الزيارة التي تعد سابقة، لتروا باعينكم الحقيقة ولاننا ليس لدينا ما نخفيه. وكانت تقارير صحافية وتصريحات لبعض رموز المعارضة العراقية اشارت الى وجود عسكريين امريكيين على الاراضي الاردنية للتحضير لهجوم ضد العراق. ونفى رئيس الوزراء الاردني علي ابو الراغب بشدة هذه التقارير الخميس الماضي. وحرص العميد القرعان، على ان يؤكد ان كافة الانشطة الجارية في القاعدة عادية وليس لها اي مدلول آخر. واثناء الجولة، حلقت طائرات اردنية، امريكية الصنع من طراز اف-16 في سماء القاعدة، فبادر العميد القرعان الى التوضيح انها طلعات روتينية تأتي ضمن برامج يومية وشهرية معدة سلفا ولم يطرأ عليها اي تغيير. ولدى توجه وفد الصحافيين الى المرآب الرئيسي المخصص لصيانة طائرات اف-16، استقبلهم بابتسامة فنيون كانوا عاكفين على العمل على صيانة طائرتين. وشدد العميد القرعان مرة اخرى على ان هذا عمل دوري لابد منه. وعلى مسافة غير بعيدة من المرآب، توجد ورشة صيانة الصواريخ الخاصة بطائرات ميراج اف-1 الفرنسية الصنع، وقال قائد القاعدة: جميع العاملين في هذه الورشة من الاردنيين. واثناء الجولة، اشار العميد القرعان الى احد العسكريين وقال مازحا: كما ترون انه اردني وليس امريكيا ذا عيون زرقاء.- وحول ما اذا كان هناك عسكريون امريكيون موجودون حاليا في الاردن، اجاب العميد القرعان: بصورة عامة، نستقبل خبراء امريكيين فقط للمساعدة في صيانة الطائرات والمعدات او لتدريب الطيارين على قيادة انواع معينة من الطائرات وهذا يكلفنا اقل من ارسالهم الى الخارج. واضاف: على اي حال، هؤلاء ليسوا عسكريين امريكيين وانما خبراء مدنيون بالشركات المنتجة للاسلحة ومهمتهم في الاردن محددة المدة. وحرص على ان يؤكد ايضا على ان التدريبات والمناورات المشتركة التي اجراها الاردن مع عدد من الدول الصديقة في السنوات الثلاث الاخيرة ومن بينها مصر والبحرين والامارات وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة لم تتم يوما بالقرب من الحدود العراقية. وردا على سؤال، نفى ما نشر من تقارير عن اقامة نظام رادار امريكي متطور في الاردن قادر على تغطية العراق، وقال: هذا غير صحيح الا اننا نسعى دائما الى تحديث كافة افرع القوات المسلحة وهذا ليس له ادنى علاقة بموضوع العراق. وحول انطباعها عن تلك الزيارة، قالت مجد الهاشمي مراسلة صحيفة الجمهورية العراقية في عمان التي كانت ضمن الزوار اضافة لمراسل وكالة الأنباء العراقية: كصحافية عراقية، كنت واثقة من البداية من نوايا الاردن ومن انه غير مشترك في الخطط الامريكية واليوم بعد هذه الزيارة زاد يقيني. وقد أنشئت قاعدة الشهيد موفق السلطي قبل ربع قرن نسبة إلى طيار أردني أسقطت طائرته في معركة السموع عام 1966 وذلك خلال مواجهة عسكرية مع الجيش الاسرائيلي فوق الضفة الغربية قبل عام على اندلاع حرب الايام الستة.