صدر للأديب عقيل ناجي المسكين المولود بسيهات عام 1386ه عدة مجموعات شعرية منها: آلو معشر المدخنين، عزف الروح على قيثارة الحب، اقرئيني نجمة الفجر. كما أنه له عدد من الكتب النثرية المخطوطة ولعل أهمها كتاب "الأدب الفكاهي بمنطقة الساحل الشرقي". ومن السيرة الذاتية لهذا الأديب اتضح لي أنه مارس الكتابة الأدبية في وقت مبكر. حيث نشر بعض انتاجه الأدبي في الصحف المحلية والعربية مع أن قصائد هذه المجموعة (اقرئيني.. نجمة الفجر) تحمل تواريخ ما بين عامي 1994، 1996م وقصائد هذا الكراس خليط من الأحاسيس الدينية والوطنية والرومانسية ضمن المعاني الإنسانية ذلك الخطاب الهادئ الموجه لوالدته: (أماه) يا طيب الرضا والعطف يحلو في رواك أشتاقه من كل صوب بات ينمى من شذاك يرقى لكون رائع يا أم ما أحلى سناك! تطوين بالآلام عمرا بينما أورى نداك ويخاطبها في موقف آخر.. خطابا يجسد تلك المعاني الطيبة في حياة الإنسان: يا لحن قلب يا نشي.. دا في وجودي يا رجع ناي في درو.. بي والصعيد أنت الشدا بين الربا عند النجود يا سائلا عن كنهه قيثارة الحب الوفير فإذا خرجنا من دائرة الطفولة واتجهنا إلى الهم الكبير.. الهم العربي نجد الشاعر يوجه الخطاب إلى الشاعر الكبير الأستاذ محمد حسن فقي تناغما مع ما جاء في قصيدة الأستاذ الفقي "صدى الذكريات" متحدثا عن واقع الأمة العربية فقال عقيل: يا حامل الهم الكبير مشاعرا تهوى الصعود لرفعة منهاجا تهفو إلى المجد الأثيل لامة يعلو السناء بفيضها وهاجا فزهت بك الآمال نحو معالم سال المداد بقدسها ثجاجا ذي أمة الإسلام أغلى أمة وعلا هداها للدروب سراجا قد كان ماضيها يشع نضارة بهدى الكتاب حضارة ونتاجا واليوم ترزى بالخصام وينزوي فيها الفراق عواصفا وعجاجا حتى كأن المجد بات بسجنه يبدي الأنين وينشد الإفراجا ومع ألمه للواقع العربي فإن له عشقا يستثيره الوقوف خاشعا في بيت الله المعظم بمكةالمكرمة وتقديس الخالق ركوعا وسجودا قبالة البيت العتيق في سبحات روحية لا حدود لها. حيث سلته تلك اللحظات من دنياه.. من همه المادي.. من هموم الآخرين وأوقفته عاريا لايستره إلا الخشوع في حلمة من الأمل والرجاء: في مكة الخير التي فيها النداء رددا (لبيك) يا رب الورى يا واحدا.. يا مفردا جئنا نلبي دعوة ال توحيد نرجو المنجدا أنزل علينا رحمة تنجي رقابا من ردى واعطف علينا في غد يوم التلاقي والندا الله يا يوما به كل الوجود موحدا وفي استرسال رومانسي يتمنى أن يكون اللقاء كما يؤمل أو كما صوره في مخيلته دنيا من الفتون.. والارتقاء بالمشاعر الإنسانية الى ما فوق اللذة الحسية: أى ربة الشعر التي برزت بالحسن والإجلال في العرس يرقى لك المشتاق ولهانا عن حبه المخبوء من أمس ينخاك أن تسقيه إلهاما أعطاره من نفحة القدس صفي له الأوتار يلمسها بالنبض والأنسام والحس يزهو الشدا في عشق ملهمة شعرا يروم الليل بالأنس أهواك يا ليلاي من كنهي ما هلت الأفلاك في الغلس ليلاي.. هذا حرفي الشادي أسكنته في واحة الهمس وحيث أنني قد أشرت في أول هذه المقالة إلى أن للأديب عقيل ناجي المسكين كتابا عنوانه (موسوعة الأدب الفكاهي بمنطقة الساحل الشرقي) فقد قرأت دراسة تحليلية عن هذا الكتاب الذي لم ير النور بعد كتبها الأديب عبدالله بن ناصر العويد جاء فيها: وموسوعة كهذه الموسوعة، لاشك أنها مهمة للقارىء العربي في هذا العصر، عصر الماديات، وعصر القلق، مهما تقدم العالم شكليا وتكنولوجيا!! لابد للقارىء المسكين من متنفس عبر فسحة يرحل فيها على شواطىء هذه الموسوعة، وما دار في فلكها، وسار على غرارها!!. ولقد ذهلت! حينما فاجأني هذا الشاب الطموح المتواضع بنبأ هذه الموسوعة، وكنت أظنه مهتما بكتابة القصيدة ليس إلا، حيث قرأت بعض انتاجه في جريدة "اليوم" و"المدينة" ومجلة "المنهل".. الخ. وقد ختم هذه المقالة بأبيات لطيفة هي: يا "عقيل بن ناجي المسكين" هاك شعرا، يحتاج للتلحين غنه رافع العقيرة في "سي.. هات" بين الشطآن في كل حين! غنه! فالطيور في البحر تصغي باشتياق لشدوك المكنون!! ونخيل القطيف أضحت تنادي قائلات: شكرا لمن يشجيني راقصات تهتز حول مروج زاهيات عن يسرة ويمين!! وقد رد عليه الشاعر عقيل بقصيدة خفيفة جاء فيها: يا أخا الأحساء الذي يغريني أن أغني بأعذب التلحين أنت تدعوني أن ألحن همي كالغنا من حورية ترويني وأؤديه في بلادي بصوت يطرب البحر بالشدا المكنون "فنخيل القطيف (تصغي لفني) قائلات: شكرا لمن يشجيني" راقصات تهتز حول مروج زاهيات عن يسرة ويمين فاعلم الآن يا خليل القوافي إن شعري قيثارتي في السنين وهكذا كنا في جولة شعرية مع الشاعر عقيل بن ناجي المسكين حيث طفنا كثيرا في آفاق الشعر ومقاصده في صحبة جلب الأنس والسرور للقارىء الواقف على حافة الإبداع.