أعجبني رد الشيخ " محمد سلامه جبر " عندما استلم رسالة من احد الشبان الذي يقول فيها : أحببت خطيبتي حباً كبيراً وهي كذلك أحبتني وقد عزمنا على الزواج الا انه بعد فترة قصيرة توفاها الله في حادث !! ونزل علي النبأ نزول الصاعقة، ولا أزال أعيش في الذكرى المؤلمة بعد مضي زمن طويل !! فقال له فضيلة الشيخ في زاوية بإحدى المجلات الأسبوعية : آلمني مصابك كما يتألم كل مسلم يسمع بمصيبة أصابت أخاه المسلم، فأسال الله أن يعوضك خيراً ويؤتيك افضل مما أصابك، وأوصيك بالدعاء لها .. ثم لعل الله حين اختار من أحببت وتوفاها في ذلك الحادث أراد بها خيراً، ونجاها من فتن مضلة، واعلم يا بني انه من مات في حادث فهو من الشهداء إن شاء الله، فاحزن على نفسك، وليس على خطيبتك، فان الأحياء أولى بالبكاء على أنفسهم من الأموات!! في الحقيقة لا زال لرد الشيخ سلامة صدى في داخلي، فنحن بحكم طبيعتنا كبشر نتمسك بالحياة كارهين الموت كغريزة في كل إنسان .. فإذا ما فقد أحد منا شخصا عزيزا على قلبه ظن إنها نهاية العالم وعاش ما تبقى من عمره في حزن واكتئاب، رغم إننا نحن ممن يفترض به أن يذرف عليه الدمع!! وليس الميت، وصدق الشيخ في ذلك، فالموت مع كونه حقيقة يجب أن نتقبلها فهو كذلك وقاية لنا من فتن الدنيا التي بدأت في ازدياد وانتشار . نعم .. عندما نتدبر ما قاله فضيلة الشيخ ندرك أن الدنيا فانية لا محالة وان الآخرة خير وأبقى .. والموت قد يكون مؤلماً غالباً إلا انه راحة واتقاء للراحل، لذا لا تجزعوا لوفاة شخص حميم، وتذكروا إننا اللاحقون عاجلاً أم آجلا ! وتذكروا كذلك إن الراحلين أوفر حظاً منا في النهاية، لأنهم تركوا الدنيا والتي يندر أن تجد فيها اليوم من يعيش متمسكاً بتعاليم دينه اشد تمسكا . واعتقد أن نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عن عالم الغيب قد تحقق في وقتنا الحاضر، عندنا قال في أحد أحاديثه الشريفة سيأتي زمان يكون فيه المتمسك بدينه كالقابض على الجمر لشدة المغريات والفتن ! فزمننا هو البداية على ما يبدو بظواهره الغريبة على مجتمعنا والتي بدأت في الانتشار كالجرائم والشذوذ وأنواع اكثر من الفتن موجودة أيضا في كل قطر من العالم . يبدو إن زمننا هو بداية اعظم للفتن والشرور التي ستجعل الواحد منا فيما بعد يجد صعوبة في التمسك بدينه ومن ثم سوء الخاتمة والعياذ بالله ! .. لذا نسأل الله ان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، وان يجعل الموت راحة لنا من كل هم وشر .. حتى وان كنا في عز شبابنا !