التكنولوجية التي تربط بصمة اصبعك ببطاقة ائتمانك او حسابك المصرفي اخذت تقطع اشواطا في التسلل الى صفقات الشراء او الاعمال التي تجريها يوميا. غير ان دعاة حماية الخصوصيات بدأوا يتساءلون ان كان الاغراء الذي توفره مثل هذه التسهيلات يطمس نقاط الضعف التي تنطوي عليها التكنولوجية والخوف من الاخلال بالخصوصيات. ويقول مارك روزنبرغ المدير التنفيذي لمركز خصوصية المعلومات الالكترونية للأبحاث في واشنطن انه بالنسبة لمعظم تطبيقات هذه التكنولوجية هناك نقطة ابتداء مثيرة للاهتمام ثم لا تلبث ان تظهر تطبيقات جديدة سرعان ما تجد ان ثمة اخا كبيرا Big Brother عظيم القدرة يراقب كل تصرفاتك. والأهم من ذلك انه ليست هناك في الوقت الحاضر قوانين فدرالية تتعلق ببيع قواعد معلوماتية ومعلومات بصمات الاصابع، وهذا ما يفتح الباب في رأي روزنبرغ امام بعض الانتهاكات. كريستوفر كونراد يغلق الهاتف في وجه مروجي السلع بالهاتف، ويذكر المتعاملون معه بانتظام بعدم ادراج اسمه في قائمة عناوين بريدهم الالكتروني. ولكن هذا المصور التجاري لم يتردد في اعطاء بصمته ومعلومات بطاقة ائتمانه ورقم هاتفه لشركة لم يسبق ان سمع بها، فأصبح واحدا من حوالي 2000 زبون لشركة Thriftway التي تملك سلسلة من محلات البقالة في سياتل والذين انضموا الى برنامج نموذجي اولى تديره مؤسسة Indivos corp في اوكلاند بكاليفورنيا تقوم بوصل بصمات الزبائن ببطاقات الائتمان مما يتيح لهم شراء سلع البقالة بمجرد تمرير احد اصابعهم على جهاز الجس (السكانر). وقد استعملت محلات ماكدونالدز في فريزنو بكاليفورنيا ايضا تكنولوجية انديفوس في برنامج اختباري قصير المدى غير انها قررت عدم الاستمرار فيه وهي تدرس بدائل الآخر للدفع الالكتروني دون استعمال النقود، مثل الاجهزة اللاسلكية. في محلات تريفتواي يسجل الزبائن بصمات اصبع واحد خمس مرات لاخذ صورة دقيقة يجري تحويلها الى صورة رقمية تحفظ في قاعدة انديفوس المعلوماتية. كما يسجل الزبون رقم حساب مصرفيا له رقم بطاقة الائتمان وبطاقة التسليف، بل وحتى رقم طابع المواد الغذائية ورقما مؤلفا من سبعة اعداد، كرقم جهاز الهاتف على سبيل المثال سيستعمل لتحديد مكان تواجد صاحب البصمة بين ألوف البصمات في القاعدة المعلوماتية. وبعد اتمام هذه المعاملة يصبح بوسع الزبون ان يدفع ثمن أغراضه على مخارج الدفع بمجرد وضع إصبعه على جهاز "سكان" ويدخل رقمه الخاص المؤلف من سبعة اعداد. ويلتقط الجهاز 10 الى 12 نقطة بصورة عشوائية من الاصبع ويحولها الى حزمة مؤلفة من 300 بايت ويرسلها بواسطة وصلة ترميز الى القاعدة المعلوماتية في اوكلاند للمقارنة بالبصمة المخزنة هناك. عمليا هذه الطريقة لاتوفر كثيرا من الوقت الذي يستغرقه التبضع بواسطة بطاقة الائتمان، فالزبون لايزال يتوجب عليه ادخال الرقم المؤلف من سبعة اعداد وكبس زر الموافقة على اجراء الصفة الشرائية. ويقول بعض الزبائن انهم لا يحبون التنازل عن شيء شخصي خاص مثل بصمة الاصبع، وهم يخشون ان لا تكون البصمات في مأمن من الانتقال الى مراجع اخرى، حتى وان كانت القاعدة المعلوماتية محفوظة لدى شركة خاصة لا علاقة لها بعادات الشراء. وتقول جيني هيلمز، الزبونة في احد محلات تريفتواي في سياتل: بالنسبة الى الامر اشبه بحصول الحكومة على بصمتك. ليس من حقهم ان يعرفوا ماذا اشتري. الناحية المهمة هي الأمن. فمع ان غش الانظمة القائمة على بصمات الاصابع ليس أمرا سهلا، فقد برهن بعض الباحثين ان اجهزة البصم ليست في مأمن تام من الاختراق. وقد صنع باحث ياباني في ميدان التصوير الفوتوغرافي قالب بصمة اصبع من الجيلاتين ونجح في غش اجهزة السكائر في اربع من اصل خمس محاولات قام بها. وقدم الباحث ورقة تفصيلية عن عمله الى الجمعية الدولية للهندسة البصرية. ويعترف رؤساء شركات البصمات انه في التحليل النهائي كل التكنولوجيات لها نقاط ضعف. ولكنهم يقولون ان اللصوص لا يملكون الوسائل ناهيك عن طريقة الوصول الى البصمات لكي يقوم بفك رموز احداها.