الوفاء عملة الحياة الصعبة في وقت نكران الجميل وندرة الاوفياء بين ناسه اللاهثين وراء ما يخدم مصالحهم فقط حتى ولو كان ذلك على حساب انسانيتهم التي شوهها الغدر والخيانة.. فلم يعد غريبا مشهد سقوط ضحاياها وغرس خناجرها في صدور الاوفياء من ابناء البشر!! وفقدت الحياة الجميلة التي تميزت بوجود النبل والصدق والتآخي والتسامح بين اسلاف عائشيها ما يميزها وتميز به الذين تشرف بهم البياض والنقاء.. لقد اختفى هذا الرمز الانساني والسمة الفارقة في حياة البشرية عن غيرها.. وطغت اشكال التنكر بين الاقارب والاصدقاء مع الاسف الشديد وأصبح الكل يشتكي من آلام لذلك.. وانفكت روابط الاسرة والتواد بنار الخيانة وتفشي الغدر والنكران بين اواسط المجتمعات.. وبدأ هذا واضحا في كل ما نقوله او نكتبه وجسدت الكتب والقصص والاشعار والروايات والافلام واقعنا المرير وما نعانيه من ضياع لهذا الصفة التي كانت ميزة في سابق السنين والقرون!! وحقيقة لا ادري لماذا اصبحت كذلك او ما هي اسباب ذلك.. فلا احد يشعر بالآخر ولا احد تهمه خسارة هذه القيمة الكبيرة الا ما ندر!! فكيف لنا تدراك ما تبقى من الوفاء والصدق في وقت لم نعد ندارك حتى حقيقة انفسنا؟! ام اننا قد ذهبنا ضريبة للعولمة وثورة العصر الغاشمة!!