سعادة رئيس التحرير قرأت ما كتبه الاستاذ عبدالله بن عبدالعزيز القنيعير في زاويته (ملامح) بجريدة (اليوم) الخميس 1 جمادى الاولى والتي تناول فيها موقف الاجهزة الاعلامية والامنية والحزبية في هولندا ضد امام الجامع الكبير في روتردام الذي درج على تحريض المسلم على زوجته وضربها واثارة قضايا خلافية باساليب متشنجة. وكذلك امام مسجد مدينة (تيلبورخ) في هولندا ايضا الذي لم يدرك هو الآخر بتشنجه ان الاسلام اعظم وارحب من التشنج فهناك الحكمة والموعظة الحسنة خاصة وان هؤلاء يعيشون في دولة اوروبية ينظر اليهم بحكم مناصبهم الدينية كقدوة للمسلمين ومعبرين عن روح الاسلام.. فهل هذا هو الاسلام الحق؟.. ومن اعطى هؤلاء حق الامامة في هذه المساجد واين دور السفارات والملاحق الثقافية والجهات الاسلامية العربية المعنية؟ ان هذه التصرفات كما يقول الاستاذ عبدالله القنيعير وانا اتفق معه وايضا كل المسلمين: تحدث في اكثر من مسجد ومركز اسلامي في الغرب.. ما يستدعي احكام الرقابة على الائمة المتنطعين والزامهم بالمسؤولية الاخلاقية للاسلام التي تدعو للجدال والقول بالتي هي احسن. واسأل هنا: كم عدد المسلمين المهاجرين والمقيمين في اوروبا من عرب واتراك وغيرهم؟.. اعتقد ان العدد يتعدى ال 10 ملايين ففي فرنسا وحدها ما يقرب من اربعة ملايين مسلم ومسلمة. نقول هنا لو ان هؤلاء كانوا سفراء مثاليين ومسلمين حقا بما فيهم هؤلاء الائمة.. أليس في استطاعتهم امالة قلوب العديد من الاوروبيين الى الاسلام واضعف الايمان تحييدهم فلا يقفون ضد الاسلام ولا يؤيدون من يهاجمونه او يكتبون ضده. واجزم لو ان مليون مسلم فقط من الموجودين في فرنسا وحدها، قدموا مثلا حقيقيا لروح الاسلام وسماحته وانفتاحه على الآخر لشهدنا الآن آلاف بل ملايين الفرنسيين ينضمون الى الدين الحق بمحض اختيارهم ومن واقع التعامل الحق الذي افترضنا حدوثه. ولنا ان نعود الى التاريخ ونقرأ كيف دخل الاسلام بلادا عديدة في آسيا وغيرها عبر التجار والبحارة المسلمين وكيف كان تسامحهم وصدقهم ونبل دعواهم سببا في دخول هذه البلاد في الاسلام. ان مشكلتنا الاساسية استاذنا الفاضل كما نوهت تكمن في ضعف الدعاة ورؤيتهم الى الاسلام من جانب واحد لا جوانب متعددة.. فلو عرف الغرب موقف الاسلام من المرأة معرفة حقيقية ما صدق هؤلاء ولو عرفوا عدالة ومروءة وتسامح واحترام الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لزوجاته، لما طالب هذا الامام من على منبر اكبر جامع في هولندا بما طلبه من الرجل المسلم ضد زوجته. مصيبتنا في هؤلاء كبيرة.. وعلينا ان نختار ائمة صالحين فاهمين مثقفين ثقافة اسلامية توضح وتشرح وترغب. فمتى نرى ذلك؟ هل فهمنا الآن لماذا نساعد الغرب في الوقوف ضد الاسلام؟ مؤيد الهاجري الدمام