أشارت وكالة رويترز للأنباء إلى افتتاح مسجد السلام في مدينة روتردام الهولندي، الذي تم تشييده على نفقة الحكومة الإماراتية، وأشارت الوكالة إلى أن المسجد الذي يعد الأكبر على مستوى أوروبا الغربية ينتظر أن يقوم بدور بارز في دعم التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم من أفراد الشعب الهولندي، وقالت الوكالة: افتتح في مدينة روتردام أكبر مسجد في أوروبا الغربية على نفقة نائب حاكم دبي وزير مالية دولة الإمارات العربية حمدان بن راشد آل مكتوم وتولت هيئة آل مكتوم الخيرية عملية الإشراف عليه والتخطيط له وتنفيذه. ومضت الوكالة قائلة: حضر حفل الافتتاح أبناء الجاليات العربية والإسلامية الذين احتشدوا في المسجد منذ الصباح الباكر رغم العواصف الثلجية الكثيفة التي اجتاحت روتردام، حيث عبر الجميع عن فرحتهم باكتمال إنجاز أكبر مسجد في أوروبا الغربية. وفي كلمته قال رئيس مجلس إدارة المسجد: نأمل ونتطلع إلى أن يتحول هذا الصرح مركزًا للأعمال الخيرية والرحمة والفهم المتبادل وأن يكون متاحا للجميع، وأن يكون منارة ومنبرًا يقدم الصورة الحقيقية لتعاليم الإسلام. لا نريد لهذا المسجد أن يصبح مكانًا لأداء الصلوات فقط بل نريده أن يكون مفتوحًا للآخرين ليتعرفوا على الدين الإسلامي عن كثب ويدركوا حقيقته التي تدعو للتعايش والتسامح، وأن نزيل كل ما علق بصورته من أكاذيب يحاول بعض أعدائه أن يلصقوها به. وتواصل الوكالة قائلة: بدأ العمل في إنشاء هذا المسجد قبل عشر سنوات، ويعتبر صرحًا حضاريًا وثقافيًا وأصبح اليوم ثاني أهم معلم في مدينة روتردام الساحلية بعد مبنى مجلس المدينة الذي يضم البرلمان والبلدية. وتنقل الصلاة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة إلى المصلين في مختلف الطوابق والقاعات المتعددة التي يشتمل عليها المسجد. ويتألف المبنى من ثلاثة طوابق تعلوه ثلاث قباب على الطراز الإسلامي، ويضم مئذنتين هما الأعلى بأوروبا بارتفاع يصل إلى 50 مترًا ويضم المبنى قاعتين للصلاة بالطابقين الثاني والثالث للرجال والنساء فيما تخصص القاعة الأرضية للمناسبات العامة والاحتفالات لسكان المدينة من مسلمين وغيرهم، مما يؤكد دور المسجد في الانفتاح على محيطه المحلي خاصة أنه يضم أيضا حديقة عامة مقامة على أرض تابعة للمسجد وتقع تحتها مواقف عامة للسيارات بسعة مائتي موقف تم تخصيص ثمانين موقفًا منها للمسجد والبقية للسكان، حتى يؤكد المسلمون أنهم جزء من المجتمع ويشاركون في حل بعض مشكلاته. وفي إجراء يرمز للشفافية والوضوح لم يتم بناء سور للمسجد حتى ينسجم مع الطرز المعمارية السائدة في روتردام، وحتى يجسد ذلك سياسة الأبواب المفتوحة التي ينتهجها المسجد، بحيث يستطيع كل شخص الوصول إليه والتعرف عليه والاستفادة من الخدمات والمرافق العامة التي يوفرها للسكان. وفي تعليق له على الحدث قال عمدة مدينة روتردام أحمد أبو طالب: إن التحدي الحقيقي الذي يواجه المسلمين يكمن في الكيفية التي سيؤدي بها المسجد رسالته، مؤملًا أن تكون رسالة متوازنة ومعتدلة تقوم على التسامح والانفتاح على الآخرين وتعكس الجوهر الحقيقي للدين الإسلامي الحنيف، وأن تجعل من هذا المسجد مركزًا حقيقيًا للتعاون والتآخي لإحداث التقارب المنشود، ليس بين أبناء الجاليات الإسلامية فقط بل مع معتنقي الديانات الأخرى. جدير بالذكر أن المسلمين في هولندا يعانون منذ فترة ليست بالقصيرة من تنامي مشاعر الكراهية ضدهم نتيجة للحملة الشعواء التي يقودها ضدهم عضو البرلمان الهولندي ورئيس حزب الحرية اليميني المتطرف غيرت فيلدرز الذي بلغت حملته على المسلمين ذروتها بإنتاجه لجزءين من فيلمه (فتنة) الذي ادعى فيه أن الإسلام دين يتعارض مع الأعراف الأوروبية بدعوته للعنف والتطرف. وقد تعرض فيلدرز نتيجة لهذه التصريحات إلى الوقوف أمام ساحات القضاء بدعوى تهديد السلم الاجتماعي، ورغم الحكم ببراءته إلا أن كثيرًا من الفعاليات الإسلامية في هولندا أعلنت أنها ستستأنف الحكم.