في عالم”النت المبهر” أصبح بإمكان أخذ انطباعات الناس وردود أفعالهم حول العديد من القضايا بيسر وسهولة وربما بأريحية وصراحة أكثر بعيداً عن تكميم الأفواه وتلميع الأشخاص . وبنظرة سريعة على تلك الردود يلاحظ بشكل واضح موجة عدم الرضا عن الكثير من المواضيع والقرارات والأنظمة بل النظرة السوداوية للكثير من الأمور . والحق ؛ أنهم محقون في الكثير منها لكن الغريب أن الكثير من هؤلاء يخلط بين الأمور أو أنه معارض وكفى وبالعامي”ما يعجبه شي!!” فمثلاً لو أخذنا جانب الرياضة وموضوع تكلفة بعض المدربين العالميين والذين قد يساهمون في صناعة رياضة محلية متطورة ومنافسة ولا شك أن الرياضة باتت ثقافة واستثمار نجد الكثير ينتقد ضخامة الأموال المنفقة في جلب هؤلاء المدربين وحجتهم في ذلك أنها أحق أن تصرف “للفقراء والمحتاجين” لاشك أن هذا من أولويات الدولة وواجباتها لكن من خلال قنوات متخصصة كل ضمن اختصاصه حتى لا تختلط الأمور هذا إذا كان الموضوع من تلك الزاوية ، أما من زاوية أخرى لو جيء بمدربين مغمورين لقالوا “جابوا لنا سباكين !!” ولن تطور رياضتنا ولن .. ولن ..وقس على ذلك بقية الأمور . إن تلك الثقافة تذكرني بالقصة الشهيرة “ليش ما تلبس طاقية ” ولمن لا يعرفها هي أنه في قديم الزمان كان نمر شرس كلما مر بثعلب مسكين صفعه “كف” وقال له : “ليش ما تلبس طاقية” فلم يكن أمام الثعلب”الغلبان” أمام جبروت هذا النمر غير الذهاب إلى ملك الغابة “الأسد” وإخباره بالقصة . فاستدعى الأسد النمر وسأله عن تعديه المستمر على الثعلب فقال له النمر : أنه “ما يهضم” الثعلب!! يعني من الآخر “كأنه يمشي على كبده” فحاول الأسد نصح النمر وأن يكون أكثر ذكاءً بأن يجعل لضربه للثعلب سبب . فسأله النمر عن كيفية ذلك قال له الأسد مثلاً تطلب منه إحضار تفاحة وحينما يأتي بتفاحة حمراء اصفعه وقل له لما لم تأتي بتفاحة خضراء وهكذا . أعجبت الفكرة النمر ، وحينما وجد الثعلب باغته بطلبه وقال له احضر لي تفاحة فسأله الثعلب : خضراء أم حمراء ؟ غضب النمر هنا من فطنة الثعلب وضربه قائلا : ” أقول بس ليش ما تلبس طاقية ؟!” .. في النهاية يجب أن ننظر للأمور بإيجابية وتفاؤل كما علمنا حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم لا بعين صاحب الطاقية فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل . فوزي القبوري كاتب وروائي