نحن الشباب الطيبون العرب .. الصابرون .. الصامتون .. الكاظمون غيظهم رغم الغضب !!.. كم سال حبرنا على الورق .. حتى نضب !!.. مللنا فكرة الجدل .. مللنا الرفض والشجب !!.. مللنا فكرة التوريث .. بكل المواقع ياعرب !!.. نسيتم أننا بشر .. لنا عقول .. لنا قلوب .. لنا أجساد ليست من خشب !! .. فالجوع للبطون .. والحريات تُنتهب !! ..في ظل أرباب الفساد .. الحياة .. الحياة تُغتصب!!.. ورغم كل مامضى .. فينا أدب .. لانكره الأشخاص .. بل نكره الخلق الرديء .. والكذب .. وهنا تمر في الخواطر صور .. تثير في النفس العجب !! .. ولا تسأل عن السبب !!؟ : ( 2 ) فذاك الرئيس وذاك الرئيس .. اثنان كلاهما من جُند إبليس !! .. لسان كلاهما يلهج غثاء !! .. ومعول تدميرنا بالخفاء !! .. وحين تُدير الكؤوس الرؤوس !! .. يُخرج كلاهما مكنون النفوس !! .. فبئس الرئيس وبئس الرئيس .. وإليكم حوار البئيس للبئيس !! : بيني وبينك حبل وث..وث.. وثيق .. من المتناقضات عم ..عم..عميق!! بيني وبينك خيط رف ..رف..رفيع .. يُجافي المبادئ نسيج رق..رق.. رقيع!! تُقيّض مب.. مب.. مبدأ !! .. وأ ُقيّض مب.. مب .. مبدأ !! تُذل وتقمع وتقتل شع..شع.. شعبك!!.. وأذل وأقمع وأقتل شع..شع .. شعبي!! وتلعب وألعب بأرزاق ال .. ال .. العباد !!.. وتحمي وأحمي بذور ال ..ال .. الفساد !! .. وندمر كل أركان ال .. ال .. البلاد !! تظل الصاحب وتب ... وتب .. وتبقى الرفيق !! ولكننا إذا مخ ... مخ ... ما اختلفنا .. استيقظ فينا شعور جرف .. جرف .. جرفنا .. نفتش أين الملاذ ونق..ونق.. ونقلق!!؟.. ونذكر أن الإسلام مع.. مع.. معلق!! على شماعتي غر ... غر ... غرفتينا !! .. فيرتدي ذا ... ذا ... ذاك الوشاح كلي ... كلي ... كلينا !! تكلم بو ... بو ... بوقي .. تكلم بو ... بو ... بوقك .. بأني وض ... وض ... وضيع .. وأنت وض ... وض ... وضيع .. وحقيقة الأمر كلانا وض ... وض ... وضيع . ذاك حوار الرئيس للرئيس !! .. وبين الوضيعين حمي الوطيس !! .. ونكتفي إخوتي فالوضع بئيس !!.. فكم ألف أزمة .. تعيشها الأمة !!؟ .. وكم ألف صورة .. يكسوها الظلام .. وواقع تعيس !!؟ ونحن الشباب الطيبون العرب .. كنا نردد : هل سيجلوها ضوء الصباح الأنيس !!؟ ( 3 ) أدبياتنا مستهجنة .. نُستهلك ولا مرحمة .. ودون نقد أو عتب !! .. أرواحنا تشكلت ..عقولنا تشكلت .. تحت مظلة الإعلام تُغتصب!!.. إعلام أصفر اكتسح .. كل القيم ولا أدب !!.. وجدّ جدّه بالهزل .. أغرقنا بالهاوية حين وثب !!.. علّمنا .. ثقافة التجهيل .. والإستسلام .. واللهو .. والطرب !!.. وكم .. وكم .. علّمنا .. الذل والهوان في الخطب !!..وكم خطف أيامنا!! .. وكم سرق أحلامنا !! .. ولا حسيب أو رقيب أوعتب!!.. ولا تسأل عن السبب !!؟ ( 4 ) ولدينا موروث غريب !! .. ويبعث في النفس العجب !! .. مع من يكون الحق يالبيب !!؟ .. هذا ليس مهما ولاعتب !! .. صاروا الضحايا لنارالطغاة نعم الحطب!! .. ولا تسأل عن السبب!!؟ ( 5 ) ولدينا في الحياة مخرجات .. موروثة وكأنها الوصاة !!.. تحت مظلة القساة .. نعايش الخنوع .. ونأكل الفتات !!.. وكل على قدر استطاعته .. ممن تنفّذ في الحياة .. يتقلد ثوب الطغاة !! .. ويمارس العزف .. على وتر الحفاة !! ولا تسأل عن السبب!!؟ ( 6 ) كانت حياتنا صور .. فيها الدروس والعبر .. ولم نقل .. إلا القليل من تلك الصور .. وكل برسمها ساهم بلا عناية .. أو حذر !!.. ولنفسه قد انتصر !!.. ووفق مصالحه يدور!! .. ومن خالف المعروف حتما يجور .. تلك الصور .. بها أ ُطّرت أرواحنا منذ الصغر .. ولا مفر .. هم شرعوا .. وهم قضوا .. ونفذوا .. فلا عجب !! .. ولا تسأل عن السبب !!؟ فهل وعت .. فهل وعت .. تلك العقول .. تلك القلوب السادرة .. يوم ذهول المرضعة .. عما أرضعت !!؟ ( 7 ) لكننا منذ ُُالربيع التونسي ياعرب .. من جذوته اشتعلت نار الغضب .. وأظُنّها تبدّلت .. أحوالنا .. أرواحنا .. ولاعجب !!.. ولا تسأل عن السبب!!؟ قد اشرقت شمس الربيع في الأفق .. صرنا نرى الثورات .. أمامنا على طبق!! .. منقولة وقت المساء .. ونُعيذها برب الفلق .. ونُنظّر بقولنا : ثمة فروق بينها .. دون قلق.. ثورة بالصدور الكفاح .. أرقى أنواع الثورات .. وثورة بحمل السلاح .. بعد الأولى بالدرجات .. وثورة ب” تسليم المفتاح ” .. صفر في عرف الثورات !! ( 8 ) فتحية لمن عمد .. تحميلنا تلك الضغوط !!..علّمنا دون قصد .. كيف نحارب القنوط !!.. وبأن عاقبة ظلمه .. لاشك أنه السقوط .. وبأن سبب الرقي .. أبدا ليس عصي .. إذا ما الإنسان ابتغاه .. ليس بالأصل يُنال .. ولا بالمال والجاه !! .. وإنما المعتقد بصحته ونقاه .. وبالعلم والعمل .. حتما إذا تلاه .. ولله في الكون سنن .. ستُحبط كل من عبث ..وإذا اعترض أمر عسير .. ففيه قمة التيسير .. وستجري سنة التغيير .. إذا ما ازداد الخبث . ( رؤية / عبدالعزيز النعام )