" رزقك على الله " لست وحدك .. رزقي على الله أنا مثلك .. ولو كان الرزق على غيره لمتنا من الجوع عن بكرة أبينا وأمّنا .! أطارح الطائفي العنيد .. مزيج الأيام الخشنة والطريّة ، (ثامر الميمان) . ومن عجب أنني أخاشنه عمدا فلا يغضب ، كأنّه تعمّم وتلثّم وتحزّم بحِلم (معن بن زائدة) ، وهو المناكف الذي يستعصي ( رأسه الناشف ) على كل الملينات والمرطبات .! كل شيء يمكن أن يخدعه إلا حقيقة الحب .! طائفي عاطفي معتّق ، يرقّ حينا ، كما ورد الطائف المأنوس .. ويلدغ أحيانا ً ، كما الناموس . ومع أن خدمات ( السكاكين ) قد أحيلت إلى الإدارة العامة لشؤون ( السَلَطة )، وانحصرت مهامها في تقطيع (البصل والطماطم ) ، إلا أن ثامر يحن إلى التراث ، ويعِنّ له أن يردّد بين أترابه : " سكّينتي في حزامي " .! * * * نحن معشر الكتبة على أشكال وألوان .. كما نبات الأرض .. وخضار (الحلقة) .. وأسماك (البنقلة) .. فينا السيجان ، والشعور ، والهامور .. وفينا (نقّار الخشب) والشحرور .. وكلنا يتعايش في بر وبحر واحد .. ونُسقى بماء واحد .. وكلنا " ياكل ويشرب .. وراسنا قد المشرب " .! ومهما (تهاوشنا) أوتناوشنا ، فإننا أصحاب ، نفرح بلمة العصاري ، وبالليلة (القمّاري) .! كنا ثامر وأنا نتواصى قبل الهنا بسنة على (زفّة) عريس الرواية ( عبده خال ) .. فرحنا به قبل أن نفرح له .. لأن (جائزة البوكر) لا تخصه وحده ، وإنما منحت لحروف مالت واعتدلت وتثنّت وأخذت شكل الضلوع التي تخفق بنبض أرضنا (الولاّدة ) .! قلت له أغبطه : " اسمع يا عبده خال .. ليكن في علمك أننا سنحك أرجلنا نحن ( الكتبة ) برجلك بعد هذه الأمسية مباشرة .. وسنطارد الجوائز ليل نهار .. في الدار أو في ما وراء أعالي البحار " .! * * * يضيق ثامر تعبًا .. فيفيض عتبًا ، فلا أدري ، هل أقول ميزته أم أقول عيبه ، أن يكون إللي في قلبه على طرف لسانه : " يا بو غلا تسأل عن الحال ؟ صاغ التعب من ونّتي موّال .. وراس مالي : فنجان شاهي و(سندويتش) وكومة (فواتير) وبطاقة احوال ".! ثم .. يهرش رأسه .. ويلقط أنفاسه .. ليأتي ب ( الزبدة ) أو الخلاصة التي هي بلوى كل الأزمنة : " تسأل عن الحال ؟ وش يذبح الرجّال ، غير الفقر .. والقهر .. والقيل والقال " .! وإذا عنّ لسائل أن يعرف السبب فهذا جوابه : " حظي يعاندني ، وكم ضقت من صدّه وبابٍ يجيب الريح لابد من سدّه " .! أمّا كيف نصد الحظ .. أو نسد الباب إللي يجي منه الريح ، فتلك (روشتّة) لم يكتبها ثامر بعد .. وإن كان قد شخّص الحالة .. فالإنسان كما يقولون طبيب نفسه ، قبل أن تضيع الطاسة ، فلا تعود تنفعنا ِطبابة ولا ( ِنطاسة) .! * * * سطور من دفتره : " يا صاحبة ْ ذاك الزمن يا وافيه وين الدموع الدافيه ؟ يوم انتصف بي الليل يوم المذارف سيل وانا احتمي بالشمس ومشتاق لك حيلْ " .!