اعتصم عشرات من شبان لبنانيين في باب التبانة بطرابلس شمال لبنان مساء أمس الثلاثاء، اعتراضاً على وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي عرض مقاطع قديمة وصفوها بالمغلوطة أظهرتهم على أنهم “جماعات إرهابية مسلحة” في سوريا تهاجم الجيش، خلال مؤتمر صحفي عقده الوزير يوم أمس، ووصفوا ذلك ب”الافتراءات التي سيقت ضدهم من قبل السلطات السورية والإعلام السوري”. وكان شريط فيديو قد عرض خلال مؤتمر صحفي للمعلم عصر أمس يظهر “الجماعات المسلحة في سوريا”، التي قتلت آلاف العسكريين من الجيش وقوات الأمن، حسب قول المعلم.ونفى أحد الذين ظهروا في شريط الفيديو أن تكون له أي علاقة بأحداث سورية، معرباً عن خشيته من ردود فعل تصدر عن أطرف سورية متعاونة مع النظام السوري، وأن يصبحوا محل مساءلة دولية جراء اتهام السلطات السورية. واعتبر داني دنش، أحد الذين ظهرت صورتهم في الشريط، أن هذه الصور تم التقاطها في “سقي طرابلس” أثناء المعارك التي جرت بين باب التبانة وجبل محسن عام 2008، مدعياً أن الحكومة اللبنانية على علم بهذا الأمر. واتهم دنش في تصريحه لوسائل الإعلام، النظام السوري، ببث صورهم على أنهم مسلحون يقتلون قوات الجيش السوري في مدن جسر الشغور وحمص ودرعا، “حين أفلس في قمع المسلمين ببلده”.وقال إياد شربجي، رئيس تحرير مجلة “شبابلك” السورية، “إن معظم ما يبثه الإعلام المحلي حول الاعترافات والفيديوهات التي تُظهر مسلحين عار تماماً عن الصحة”، وإن على السلطات السورية “أن تسمح بدخول الإعلام لدعم وجهة نظرها لو كانت صحيحة”، حسب تعبيره. وأضاف شربجي: “أعرف العديد من الأشخاص والعائلات الذين تمت مقايضتهم على حريتهم أو استلام جثث أبنائهم، مقابل ظهورهم باعترافات مفبركة”، معبراً عن تفاؤله بخروج “هذه الحقائق” إلى العلن يوماً ما. إلى ذلك، ذكر تلفزيون “إم تي في” اللبناني أن مقطعا آخر ظهر في شريط الفيديو الذي عرض خلال المؤتمر الصحفي، وهو لحادثة شهيرة جرت في لبنان عام 2010. وذكر الموقع الإلكتروني للقناة أن بعض اللقطات الواردة في الشريط الذي عرضه المعلم على أنه لقتلى من المفترض أنهم قضوا على أيدي “مجموعات إرهابية في سوريا”، تعود لجريمة حصلت في بلدة كترمايا منتصف العام الماضي، حين أقدم الأهالي على قتل مصري، اتهم بقتل عائلة في البلدة.